فرحة العيد

23 يونيو 2023
ديني

إن مما يلاحظ في هذا الزمان الذي طغت فيه المادية والنزعة الفردانية؛ أنَّ كثيرًا من الناس لا يرى فرحة العيد فرحة مبررة، وبعضهم يحصر فرحة العيد في اللبس الجديد والأكل الشهي، وبعضهم يحصرها في صلة الأرحام ولقاء الأحباب.

والذي لم يلمحه لا هؤلاء ولا هؤلاء أنَّ معنى فرحة العيد معنًى أعمق من ذلك كلِّه؛ فهي فرحة إذا فهمتها أنستك كل حزن وأذهلتك عن كل مصيبة.

إن غاية كلِّ مؤمن بالله أن يأمن من المخاوف يوم يلقاه، وأن ينال النعيم الأبديَّ في الآخرة، والعيد فيه إحياءٌ لهذين المعنيين:

فالأول: السلامة من مخاوف الآخرة، وهو حاصل بغفران الذنوب، والمسلم يرجو أن يحصل له ذلك في العيدين؛ ففي عيد الفطر يكون قد صام رمضان، و"من صام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري ومسلم]. وكثيرٌ منا يكون قد قام رمضان وهو موعود بالمغفرة كذلك، فإن "من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري ومسلم]. وكذلك كثير منا يرجو أن يكون وفق القيام ليلة القدر، و"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري ومسلم].

 وهذا المعنى -غفران الذنوب في العيد- موجود كذلك في عيد الأضحى بصيام يوم عرفة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم]. وكيف لا يفرح من يأمل ويرتجي مثل هذا؟ "أفمن وعدناه وعدًا حسنًا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا"؟

 والثاني: التذكر بالسعة بعد الضيق السعة الكبرى التي تكون في الجنة، وهذا معنى ملاحظ في العيدين فقبل عيد الفطر يكون الصيام، والصيام حبس للنفس عن الطعام والشراب والشهوة، فإذا أفطر الصائم وتم شهره تذكر بالعيدِ الفطرَ الأكبر ففرح لذلك، و"للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه" [رواه البخاري ومسلم]. وكذلك قبل عيد الأضحى يكون الحجاج محرمين ممتنعين بإحرامهم عن الترفه وكثير من المباحات، فإذا جاء يوم العيد تحللوا من إحرامهم، وحلّ لهم ما كان حرامًا بسبب الإحرام.

وأما غير الحجاج فشرع لهم صوم يوم عرفة ليتحقق لهم معنى تذوق النعيم بعد الحرمان منه فيتذكر الجميع بذلك النعيمِ النعيمَ الكبير في الجنة.

وإن من الأمور التي تعزز فرحتنا في دولتنا الحبيبة ما نشهده في الأعياد من جهود مبذولة لإسعاد الناس؛ فنرى أبواب مجالس ولاة الأمر مشرعة لاستقبال الناس والسلام عليهم، ونرى الاهتمام بالمصليات والمساجد وإظهار شعائر العيد، وترى الجهود التي تبذل في استقبال زكوات الناس وتوزيعها على المعوزين، وكذلك تسهيل أمر الأضحية ومراعاة معايير السلامة فيها، زد على ذلك العناية بشؤون الحجاج على كافة الأصعدة، مع زيارات وصلة للأرحام واجتماع بالأقارب والأحباب، وكل ذلك محاط بأمن وارف وسكينة واطمئنان، إلى غير ذلك من النعم التي لا تحصى، فلله الحمد أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا. 

أسأل ربي أن يجعلنا جميعًا من السعداء، وأن يتم علينا الفرحة يوم نلقاه، إنه خير مسؤول، والحمد لله رب العالمين.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.