تطرف من نوع آخر
شهد العالم مؤخراً موجة متصاعدة من التطرف الذي هدد أمن المجتمعات. اعلم عزيزي القارئ أن التطرف لا يقتصر على الإرهاب وإنما له أشكال أخرى ووجوه متعددة وان أبرز ما يشاع منها في هذا العصر هو التطرف القيمي.
التطرف القيمي هو البعد عن الإتزان الأخلاقي والخروج منه تماماً، إما بالتشدد في تطبيق سلوك أخلاقي معين أو التخلي عنه تماماً. نرى كثيراً أن التطرف في عصرنا هذا بات يطال القيم والأخلاق المتعارف عليها في المجتمع ، فتجاوز إطار الدين، وتخلل المجتمع بشكل يؤثر على تماسكه، ويهدد أمنه وأخلاقياته.
تشكل الموجة الحديثة للتطرف القيمي تهديداً خطيراً على المراهقين والأطفال، كتلك الدعايات التي تحرض على الشذوذ ومزدوجي الميل الجنسي. تلك الحملات منظمة وممنهجة من جهات غربية بشكل يؤثر سلبياً على المجتمعات العربية ولاسيّما الإسلامية، فتستهدف قيمها، وعاداتها الاجتماعية مما قد يترتب عليها انتشار انحراف أخلاقي غير مقبول يهدد القيم المتعارف عليها في المجتمع، فتبدأ العادات الدخيلة تنتشر في مجتمعنا وتؤثر على ثقافته وقيمه التي نشأ عليها.
وكما نعلم، منصات الإعلام هي من أبرز العوامل المغذية للتطرف، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للتحريض والترويج للتطرف بكافة أنواعه كالتطرف الأخلاقي. ومن صور الترويج ما نراه في بعض المنصات الترفيهية. إّذ تعمد هذه المنصات على الترويج للشذوذ عبر الشخصيات الكرتونية والممثلين. ولا شك أن هذه الأفلام منظمة وذات رسائل واضحة، تريد أن تجعل من اللاطبيعي طبيعي في نظر الأطفال، والمراهقين حتى يعتادوا عليها فلا يستنكرونها.
بصورة عامة، العالم العربي الإسلامي له عادات وتقاليد مرتبطة بشكل وثيق بالدين، ترفض التطرف االقيمي والخروج عن الفطرة السليمة، لذا علينا اليوم الاهتمام بتنشئة أسرنا تنشئة سليمة، والإدراك أنها مسؤولية كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام حين قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). أصبح اليوم دور الأسرة أهم من أي وقت مضى في تربية الأبناء على العادات والتقاليد، وتوجيه أفكارهم وفق أسس سليمة. كما ذكر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان – وزير الداخلية- حفظه الله: (لو ضعفت الأسرة،ستضعف الأجيال القادمة، وبالتالي ستضعف الدولة).