إصبع الإرهاب في تجنيد الشباب
يعيش العالم اليوم في مجتمعات جديدة تُدار عبر التقنيات الحديثة في الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث أن الجماعات الإرهابية تَمرست فيأساليب وخطط مبتكرة في وضع أجندتها وتأطيرها في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، وأصبحت منجم لكثير من الشباب والشابات في تناقل ونشر الخراب والدمار، شَكلت التقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي للتنظيمات الإرهابية بيئة خصبة لتنفيذ أجندتها.
تلعب التنظيمات الإرهابية على وتر التكنولوجيا في التواصل الاجتماعي والإعلام بوسائله ومنصاته المختلفة، لإدراكها بأن المجال متسع وكبير، وصعب السيطرة عليه، فأخذت التوجهات الإرهابية تسلك منحدراً آخر حيث أنها أصبحت مثل التجارة لبعض الدول.
الشبكة العنكبوتية بوسائلها من مواقع التواصل وغيرها أصبحت سهلة الوصول، حيث يَستخدمها الشباب بمحض إرادتهم وبنقرة إصبع للدخول والخوض في المواقع الإرهابية، والتي بدورها تبدأ ببخ نفحات الأفكار السامة والهدامة، ويبدأ مسلسل إصبع الإرهاب في تجنيد الشباب.
تُرصد كثير من برامج الشبكة العنكبوتية والوسائل الإعلامية والتواصل الاجتماعي مواقع متعلقة بالإرهاب، والتي بحسب الإحصائيات (1.2) مليون حساب متعلق بالإرهاب أغلقه موقع تويتر، و (1,000,000) حسابات إرهابية وكراهية وتمييز تغلقها يومياً فيسبوك، و (30) ألف جندي تم تجنيدهم من قبل داعش في الإنترنت، و (80%) من المجندين في داعش كانت عن طريق التواصل الاجتماعي.
أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة الخطورة الإرهابية من وراء تلك الوسائل؛ مبكراً، واتجهت لأساليب الوقاية منه، حيث سَنت قوانين وتشريعات ولوائح تواجه الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، منها "القانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية" ، والقانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية" ، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2012 بشأن جرائم تقنية المعلومات، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2018 في شأن مواجهة جرائم غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، ولائحته التنفيذية".
حَرصت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب ووضع الخطط الاستباقية في علاجه، حيث اهتمت القيادة بهذا الجانب وأصدرت مرسوم بقانون اتحادي رقم (28) لسنة 2019 في شأن إنشاء المركز الوطني للمناصحة "والذي بدوره يحارب الأفكار الإرهابية والمتطرفة والمنحرفة بنشر ثقافة السلام وتقديم الدعم والنصح الديني والاجتماعي والسياسي والقانوني"، جُل اهتمام المركز في نُصح وتهذيب وإرشاد حاملي هذا الفكر السام بوضع برامج توعوية وخطط متابعة، ودورات ونشرات توعوية، لتأطير السلام والهوية الوطنية والقيم الدينية والثقافة الدستورية والتربية الأخلاقية والتسامح.
المراجع :
- جريدة البيان 08/ ابريل/2019