وهم دوام الحال
الحياة بطبيعتها متغيرة والتغير أصل الكون، كما قال الله تعالى في سورة فاطر الآية 13 (﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ﴾ اذاً لو تسألنا ما هو الشيء الثابت في الحياة؟
ستكون الإجابة بلا شك بأنه التغيير ، لذا فأننا في متغيرات كثيرة وتقلبات في الحياة وعلينا ان ندرك خطر مقاومة التغيرات والتركيز على اكتساب ثقافة التغيير والعمل عليها حتى لا تشكل هذه التغيرات جانب سلبي في حياتنا.
ان مقاومة التغيير ترتبط بالسلوك الإنساني حيث ان السلوك المتوقع من الفرد اتجاه التغيير يأخذ عدة أشكال منها المقاومة علناً دون الخوف لأنه يرى بأن التغير ضار وهدام بالنسبة له، كما يأخذ آخرون شكل المقاومة سراً وذلك لأنهم يرون بأن التغيير يمثل تهديد لاستقرارهم وأمنهم، كما ان هنالك اشخاص يرون بأن التغير غير واضح النتائج لذا قد يحتمل قبول التغير، أما اشخاص اخرين يدركون ان التغيير مفيد ووسيلة لتحقيق الأهداف وذلك يجعلهم يشاركون في احداثه ونجاحه.
من الضروري ان ندرك كيفية تقبل التغيير في شخصيتنا حيث انه من الصعب ان يدرك الفرد منا بأن التمسك بالعادات والقناعات الخاطئة والسمات في شخصيته قد تعيقه من تحقيق أهدافه والنجاح في حياته.
فأن شخصيتنا مكونة من مجموعة من أنماط التفكير والسلوك والشعور وهي قابلة للتغيير للأفضل وذلك من خلال عدم التفكير بنفسك بطريقة سلبية فيجب ان تكف عن وصف نفسك بصفات سلبية كقولك أنا خجول ومتردد، لا بل يجب ان تبحث عن طريقة للبدء في النظر لجوانب أخرى من شخصيتك وتبدأ بتغير الجوانب السلبية وذلك من خلال ادراكك بأنك دائم النمو والتغير لذا ستنفتح لك أبواب مختلفة من الفرص التي تساعدك في استغلالها وتحقيق اهدافك الإيجابية التي تنمي بها نفسك لتعطي المزيد لعائلتك ووطنك ودينك.
وعلينا أن ندرك بأن ما من شيء يبقى على حالة فترة طويلة، لأننا نمر في تغيرات مستمرة وعلينا ان نجعل من هذا التغيير محفزاً لنا وليس مهدداً و ذلك يعتمد على رؤيتنا الإيجابية للتغير.