نمو ما بعد الصدمة
أعلم عزيزي القارئ بأن الصدمة هي عبارة عن تعرض الفرد لموقف أو حدث مفاجئ ومؤلم في حياته، أو لحوادث صادمة مثل (فقدان أو موت عزيز، الإصابة بأمراض مهددة للحياة، أو الاعتداء بأنواعه، والكوارث الاجتماعية كالطلاق أو فقدان أحد الوالدين)، ينتج عنها ردة فعل مزعجة، ومجموعة من العواقب السلبية والتي تسمى اضطراب ما بعد الصدمة والتي تكمن أعراضها بالاكتئاب، قلق أو رهاب اجتماعي، انعدام الثقة، تدهور الصحة، والانعزال عن المجتمع.
أعلم أن استجابتك للصدمة قد تتفاوت. فهناك من يتجاوزها بشكل إيجابي فتزده قوة، وهناك من تؤرقه سلبيا فتزد من الآثار السلبية للصدمة والتي تؤثر على جوانبه الأسرية والعائلية والاجتماعية.
عزيزي القارئ أعلم أن عند تعرضك لصدمة ما، أنت تحدد إن كنت ترغب أن تستجيب لها بطريقة إيجابية تجعلك تنمو، تنضج، تتطور في حياتك بشكل إيجابي، حيث تصبح أكثر إدراكا لمواطن القوة وتكتشف أهدافا جديدة لحياتك. أشار الباحثون أن الأشخاص الذين تعمدوا (باختيارهم) أن يتذكروا الصدمة مرارا وتكرارا، بهدف استيعاب ما حدث استطاعوا الوصول لنقطة التكيف الاجتماعي والوعي الذاتي.
إن الإنسان بعد الصدمة يحاول تفسيرها وإدماجها في حياته، حيث تؤرقه أسئلته مثل: (ماذا حدث؟) و (لماذا حدث) وكلما استطاع إيجاد إجابات مقنعة، كلما تحقق التعافي والنمو ما بعد الصدمة.
إليك عزيزي القارئ بعض النقاط التي ينصح بها الباحثون الاجتماعين لتسهيل نمو ما بعد الصدمة:
• عبر عن مشاعرك من خلال الفضفضة والحديث مع الأشخاص المقربين أو ذو اختصاص عن المواقف المؤلمة لتسطيع تفريغ الشحنات السلبية وتجاوزك للصدمة.
• استعن بالتحدث مع أشخاص تخطوا بإيجابية أزمة شبيهة بأزمتك مما سيساعدك في التجاوز بسهولة.
• لا تعزل نفسك واحرص على قضاء الوقت مع الأصدقاء وممارسة الهوايات والقيام بالأنشطة الاجتماعية.
• احرص على ممارسة الرياضة بشكل دائم، حيث أثبتت الدراسات بأن بذل الفرد للجهد البدني في المواقف الصعبة يساهم في شفائه بسهولة.
وفي نهاية المقال إليك نصيحتي، توقف وأعط نفسك فرصة أثناء الصدمة، لالتقاط أنفاسك والحفاظ على توازن حياتك، لضمان ألا تصاب باضطراب ما بعد الصدمة.