نعمة الاتحاد

29 نوفمبر 2023

إن نعم الله كثيرة لا تحصى، وشكرها سبب لتثبيتها وزيادتها، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾  ومن شكر النعم: ذكرها والتذكير بها؛ لتُعرف ويحمد الله عليها، قال الحسن البصري: "أكثروا ذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكرها".

ومن أعظم الآفات أن يكون المرء في نعمة ولا يشعر بها، وأعظم منها أن يكون في نعمة اختارها الله له؛ فيملَّها ويطلب الانتقال منها، ومن النعم العظيمة التي تحتاج إلى شكر ومحافظة: نعمة الأمن في الأوطان، وهي نعمة يترتب عليها كثير من النعم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية، وهذا الأمن لا يحصل إلا بالاجتماع والاتحاد.

وقد منّ الله علينا في دولة الإمارات باتحاد عظيم ووحدة قلّ لها نظير، حتى تحقق فينا قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا ‌نِعْمَتَ ‌اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ فانبثق فجر الاتحاد الساطع في الثاني من ديسمبر  عام 1971، وارتفع معه علم الإمارات ليرفرف عاليًا في سماء المجد، وخلّد التاريخ في صفحاته المشرقة جهود الآباء المؤسسين الذين سطروا هذا الإتحاد، وتوالت على إثره مسيرة الإنجازات، وعمّت النهضة التنموية والعمرانية كل مكان، وصارت دولةً يُحتذى بها في الحب والتلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي، وحفل سجل دولة الإمارات بالمنجزات على كافة الأصعدة، وقصدها الزوّار من كل أنحاء العالم، ليتمتعوا بالحياة الكريمة في ظل أمن ورخاء وازدهار.

فشكر نعمة الاتحاد والاجتماع واجب، وشكرها يكون بإقرار القلب بها نعمةً  ومنّة من الله تعالى، ويكون شكرها بالتحدث وتذكير الناس بها، ويكون شكرها أيضاً بالتلاحم والتعاطف فيما بيننا حتى نكون كالجسد الواحد، ومن شكر هذه النعمة أن ندعوا بالمغفرة والرحمة والرضوان لمن جمع الله به كلمتنا، ووحّد به صفّنا، وهو الشيخ الراحل مؤسس هذه الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسكنه الله فسيح الجنان، ولمن ساهم في تأسيس دعائم الاتحاد، وبشكر قيادتنا الذين ساعدوا في إتمام هذه المسيرة.

ومن شكر نعمة الإتحاد أن نقوم بأداء أعمالنا الوظيفية بجد وإتقان وإخلاص لله، وأن نحسّن من الإنتاجية ونسعى في زيادتها، ونطوّر من مهاراتنا العملية والمعرفية في مجال العمل؛ لنحقق الأهداف الوطنية، ونحافظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته.

إن فرحتنا بالاتحاد نابع من شعور أبناء الوطن محبةً لحاكمهم وولي أمرهم ولقيادتهم، وهذه الخيرية بشّر بها النبي ﷺ حيث قال: "خيار أئمتكم الذين تُحبونهم ويُحبونكم، ويصلّون عليكم وتُصلّون عليهم" [صحيح مسلم].

أي: تدعون لهم ويدعون لكم، فنحن نحبهم وهم يحبوننا، كحب الوالد لولده، كيف لا، وهم يقصدوننا في بيوتنا للزيارة، ويتفقدون أحوالنا، ويشاركوننا أفراحنا وأحزاننا، ويسعون لتحقيق رغباتنا، ويجتهدون لإدخال السرور علينا، كما قال رسول الله ﷺ: "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" [حديث صحيح].

فالحمد لله  الذي أكرم دولتنا بقيادة رشيدة تسعى لتوفير أعلى سبل الراحة والمعيشة، فكم من سرورٍ قد أدخلوه علينا، وكم من كربة قد كشفوها، وكم من دينٍ قد قضوه، وكم من جوعٍ قد أطفؤوا لهيبه، فحقّقوا بذلك قول رسول الله ﷺ: "أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديْنًا، أو تطرد عنه جوعًا".[حديث صحيح].

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.