مظاهر التسامح في السيرة النبوية

21 يوليو 2022
ديني

لقد علمنا رسول الله قيم التسامح والرحمة والعفو مع جميع الخلق، حيث كان قدوة للناس في الأخلاق الفاضلة، حتى عُرف بين قومه بالصادق الأمين، وكان موضع ثقة لقومه، وقد بعثه الله للناس هادياً ونبياً، أرسله الله لهداية القلوب إلى طريق الخير، مواصلاً إلى الله جل وعلا بالنظر في آياته الشرعية والكونية، وداعياً إلى أرقى القيم التي تغرس في المجتمع الرحمة والتكافل والعطاء، وحسن التعامل مع الناس، ومحبة الخير لهم، وداعياً للارتقاء بالعقول والنفوس، والرقي بها في سماء التفكر والمعرفة.

لقد كانت سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم- نبراساً في الرحمة والحلم والتسامح، فهي سيرة خاتم رسل الله، الذي زكّى رب العالمين أخلاقه فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم} وقال سبحانه {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، حيث تضمنت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام أرقى صور التسامح والمعاملة الحسنة، صبر على الأذى الشديد من قومه، وعندما هاجر إلى المدينة أرسى فيها دعائم التعايش بين أهلها، وبقي اليهود ينعمون فيها بالأمن والسلام، لا يُظلم منهم أحد، وعندما أراد العمرة سنة ست للهجرة منعه أهل مكة، ثم عرضوا عليه الصلح في الحديبية، وقَبِل منهم ذلك، وبقي ملتزماً به إلى أن نقضه أهل مكة، وعندما فتح مكة قابلهم بالعفو والمسامحة، من بعد ما لاقاه من صور الأذى والاعتداء طيلة عشرين سنة، حيث كانت لهذه المعاملة الأثر الكبير في اعتناقهم للإسلام.

لقد حرص نبينا عليه الصلاة والسلام على إظهار قيم التسامح، وترسيخه من خلال مواقف متعددة، وكان حريصاً على محبة الخير للناس والفرح بهدايتهم، حيث قدم نفر على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد عصت وأبت، فادع الله عليهم، فقيل: هلك دوس، فقال: اللهم اهد دوساً وائت بهم. متفق عليه.

كما أكد النبي عليه الصلاة والسلام على حرمة الدماء، فلما تمكن أسامة من رجل من المشركين قد قتل عدداً من المسلمين، ورفع عليه السيف، قال: لا إله إلا الله، فقتله، فلما أخبر النبي بذلك دعاه فسأله: لم قتلته؟ قال: يا رسول الله قد أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً، وإني حملت عليه، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله، فقال رسول الله: أقتلته؟ قال: نعم، قال: فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ فقال: يا رسول الله استغفر لي، قال: وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة. رواه مسلم.

بل جاء الوعيد في حق من اعتدى على المعاهدين، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً. رواه البخاري.

لقد احتوت سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -على العديد من المعاني الجليلة، والقيم النبيلة، التي ترسخ معالم الرحمة والتسامح، وتبدد ظلام كل تطرف وإرهاب.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.