مدمرات شخصية الطفل

31 مايو 2024

تعتبر البيئة من أهم الأسباب التي تمهد للطفل سبيل الحياة الذي يسلكه، فإما سليمًا صالحًا وإما معوجًا غير صالح، ولها أثرًا واضحًا في تكوين نفسيته، فإن كانت هذه التربية سليمة قويمة فإن الطفل ينشأ ونفسه قوية بعيدة كل البعد عن التعرض للإصابة بالمرض النفسي، والطفل في حال صغره يكون قلبه كالعود الرطب توجهه حيثما أردت، فإذا كبر سنه جفّ هذا العود وبقي على ما وجهته عليه، فالطفل يتأثر بأي كلام يصدر إليه، سواء كلام عاطفي أو كلام جارح أو غير ذلك، وتظهر آثار تصرفاته بحسب بيئته التي يعيش فيها، فإذا رأيت الطفل هادئًا أو لديه بعض التصرفات الجميلة فالغالب أنه اكتسبها ممن حوله من أبيه وأمه وأخوته وأقاربه، وإذا رأيت الطفل لديه بعض التصرفات الخاطئة والغريبة فهذا بسبب ما يواجهه من أخطاء في التربية السلوكية أو عقد نفسية يعاني منها، وهذه العقد النفسية إن تمكنت من نفس الطفل فإن علاجها صعب، وهذه العقد من أكبر عوامل حصولها هي الصراخ، والاستهزاء، ونقد الذات، والتي تعد من أكبر مدمرات شخصية الطفل، والتي هي كل سلوك سلبي يقوم به المربي تجاه الطفل فتكون سببًا في تعثره نفسيًا واجتماعيًا وتربويًا.

ومدمرات شخصية الطفل كثيرة ومنها:

الصراخ:

من الأساليب التي يستخدمها الأبوان في تربية الطفل أسلوب الصراخ، حيث إن هذا الأسلوب يستسهلانه الوالدان كونه يأتي بنتائج فورية من أجل أن يكف الطفل عن تصرف ما فور سماعه صراخ والديه، وبالرغم من أن الطفل قد يهدأ بسرعة بعد الصراخ عليه، إلا إنه يؤدي إلى شعوره بالحزن، فالكثير من الآباء والأمهات لا ينتبهون إلى الآثار السلبية التي يخلفها الصراخ في نفسية الطفل، منها: هدم الثقة بالنفس، والخوف، والعدوانية، وعدم القدرة على التركيز.

 إن استخدام العنف اللفظي والصراخ على الطفل بدلًا من محاكاته بالمنطق قد يسبب زيادة في أخطائه وتكرارها دون أن يتعلم منها.

النقد السلبي: 

إنّ الانتقادات السلبية لها آثار سلبية على الأبناء كبارًا وصغارًا، ذكورًا وإناثًا، فهي تعمل على أن تفقدهم الثقة في النفس وتجعلهم أشخاصًا فاشلين، بل وتكون دافعًا لأن يقوم الولد بالعناد والتحلي بالصفات السيئة، فعندما توجه انتقادًا للطفل فأنت بذلك قد توجه له رسالة يترجمها الطفل بأنك لا تحبه، وهذا الشعور قد يتطور شيئًا فشيئًا ويزيد احساسه بعدم قيمته عندك، فكثرة انتقاد الطفل أمام الآخرين تشعره بالخجل من نفسه، ومع الوقت واتخاذ نفس أسلوب النقد السلبي للطفل يشعر وكأن هناك مشكلة شخصية معه مما قد يجبره على الانسحاب الاجتماعي والخوف من التعبير عن عواطفه.

أيها الآباء لابد من توجيه النقد الإيجابي للأبناء بهدف تصحيح أخطائهم وممارساتهم السلبية بعيدًا عن التصعيد والتجريح لذات الأبناء، فالنقد للسلوك وليس للشخصية، وكذلك يجب توضيح السلوك البديل المرغوب فيه مع فتح باب للنقاش والتحاور مع الأبناء حول تبعيات السلوك غير المقبول.

 الاستهزاء: 

كثير من الأطفال يتعرضون لأشكال عديدة من السخرية والاستهزاء سواء من والديهم أو من أقاربهم أو في المدرسة من معلميهم أو زملاء لهم أو من جيرانهم لسبب من الأسباب، وسرعان ما تلتصق هذه التسميات أو النعوت والمواقف الساخرة بهم طيلة حياتهم مخلفة لهم آثار نفسية خطيرة على شخصيتهم تقودهم إلى البحث عن تقدير الذات من خارج البيت مما يؤدي بهم للوقوع ضحية في طريق الانحرافات الفكرية والسلوكية، فعلينا أن نفكر جيدًا في أثر أفعالنا على نفوس أطفالنا وعلى تكوين شخصياتهم، كما يجب علينا الاهتمام بغرس القيم والأخلاق الحسنة والصفات التي تعزز من نفسية الطفل وتدعم من قدراته وشخصيته وتساعد في خلق شخصية سوية لديها استعداد لمواجهة المستقبل بكل ما فيه.

ويعد كذلك إهمال الوالدين، والضرب، والمشكلات الأسرية، والحماية الزائدة، والكلمات البذيئة، ومقارنة الطفل مع أقرانه، والدعاء عليه، واتخاذ أسلوب التهديد والوعيد، من الأمور التي تهدد شخصية الطفل وتدمرها.

ختامًا، هذه بعض أساليب التربية الخاطئة التي يمارسها بعض الآباء تجاه أبنائهم دون استشعارهم لنتائجها السلبية على نفسية الأبناء وعلى تكوين وبناء شخصيتهم، فمن الضروري توجيه الآباء نحو أساليب التربية السليمة والايجابية التي تنتج لنا أبناءً يتمتعون بصحةٍ نفسيةٍ وفكريةٍ وسلوكية سليمة، وهذا ما سنتطرق إليه في المدونات القادمة.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.