التطرف في الشخصية الإنسانية
“يقود التطرف إلى التهور، ويفضي الاعتدال إلى الحكمة.” -بليز باسكال.
مازال مفهوم التطرف نفسياً عبر الزمن والعصور يشير إلى الخروج على المفاهيم والأعراف والتقاليد والسلوكيات العامة. لا يقتصر التطرف على الجانب الديني، ولكنه قد يشمل التطرف الفكري والنفسي والاجتماعي والسياسي. يظهر التطرف في ثلاثة أشكال في الشخصية وهي كالتالي:
أولاً الشخصية المتطرفة معرفياً والتي تظهر على الشخص من خلال انغلاقه على فكرة أو أفكار معينة، ولا يقبل النقاش أو إعادة النظر في أفكاره.
ثانياً الشخصية المتطرفة وجدانياً وهي التي تعاني من شعور حماسي طاغ نحو شيء معين يجعل الشخص مندفع دون تبصر.
ثالثاً الشخصية المتطرفة سلوكياً وهي الشخصية التي تعاني من المغالاة في سلوكيات تخرج عن الحدود المقبولة.
نرى أمثلة حية للشخصية المتطرفة التي تبدأ باضطراب في الشخصية وينعكس على أفكارهم وسلوكياتهم واندفاعهم نحو الأفكار والأفعال غير مقبولة دينياً ومجتمعياً. لو نظرنا لمعيار الحكم على الشخصية المتطرفة سنرى بأن أفضل معيار للحكم على سلوك الشخص إذ كان متطرف أم لا هو مدى أثر سلوكه ليس عليه فقط بل على المجتمع حوله، وذلك ما يوضح الفرق بين تحديد السلوك السوي والصحيح الذي يصدر من الأشخاص والسلوك المتطرف، فالأول يسعى فيه الشخص لإصلاح نفسه ومن حوله والعطاء السليم والصحيح لمجتمعه ووطنه، أما السلوك المتطرف فهو يهدم حياة الشخص وحياة من حوله.