التواجد النفسي للوالدين
إن من اسواء ما قد يمر به الفرد هو بأن يعيش في بيئة اسرية يفتقد فيها والديه نفسياً . ان ما نراه حالياً تواجد الوالدين يتركز في توفير الاحتياجات الأساسية وتوفير الحياة الكريمة ولكن لو نظرناً لجانب آخر سنجد بأن بين الأبناء والاباء فجوة عميقة نتيجة عدم الاحتواء النفسي. لو كان ابنك خائف من ان يعود لك وهو يعاني من مشكلة لخوفه من ان يتم اهماله او اعتبار ما يمر به لا شيء والتقليل من مشاعره. ان خوفه من ان تتهمه بأنه حساس او تضع له حلول لا تتناسب مع مشكلته يشعره بالبعد النفسي بينكم. تخيل لو تم طرح هذا السؤال على ابنائك : اذا كنت خائف ستذهب لمن؟ وماذا سيفعل لك؟ تخيل لو كانت إجابة ابنك بأنه يلجأ لأي شخص آخر الا والديه ستستشعر بأن ابنك لم يكن يشعر بتواجدك معه في وقت عدم احساسه بالأمان. دورك كأب او كأم ان تنتبه لتغير مشاعر ابنائك، استيائهم، شعورهم بالضيق والحزن، تشجيعهم على ان يتحدثوا معك فأنت تسمعهم وتتفهم مشاعرهم حتى لو كان تصرفه غير صائب، لا تشعر بالندم لأنه تحدث معك. ان الدعم النفسي للأبناء يشعرهم بأنهم مهمين ولهم قيمة، مما يجعلهم يثقون بأنفسهم وبمن حولهم ويملكون أمان نفسي. القدرة على الاحتواء هو سر نجاح علاقتك بأبنائك لذا احرص على ان تكون انت الملجأ والمأمن لهم حتى لا يلجئون لمن قد يؤذيهم ويؤذيكم. |