التنوع الثقافي في الإمارات.. نموذجاً رائداً
بات التنوع الثقافي في الإمارات رمزاً جميلاً للسلام والمحبة ومحرّكاً رئيسياً للتنمية بكل مستوياتها. ضربت فيه الإمارات أروع أمثلة التنوع الثقافي في العالم. حيث أضحت كل زاوية في بلادنا شاهدة على التنوع الثقافي في الدولة ل200 جنسية حول العالم تعيش بكل تناغم ومحبة على أرض واحدة باختلاف قيمهم، دياناتهم، عاداتهم، لغاتهم، وأعراقهم.
تلألأت مظاهر التنوع الثقافي في سماء بلادنا فأصبحت واضحة في مظاهر عديدة، إذ نراها اليوم من خلال دستور دولة الإمارات الذي تعهد بحماية حقوق وحريات الأجانب في المواثيق الدولية، والذي كفل حرية العبادة لغير المسلمين. كما تجلت مظاهر التنوع الثقافي من خلال التعديلات الأخيرة على قوانين الأحوال الشخصية لغير المسلمين والذي تمثل في إنشاء محكمة الأحوال الشخصية لغير المسلمين لحل النزاعات الخاصة بهم. إضافةً إلى احتضان المهرجانات والمؤتمرات الدولية التي تدعم التنوع الثقافي كإكسبو 2020، واحتضان المنافسات العالمية الرياضية كالألعاب العالمية للأولمبياد الخاص والفورمولا1، وكأس دبي العالمي والتي يشارك فيها ملايين من الجنسيات والثقافات الأخرى. ناهيك عن المعارض الفنية العالمية التي يشارك فيها فنانون من مختلف دول العالم كمنارة السعديات ومعرض آرت دبي الدولي إذ امتزجت الأعمال الفنية بثقافات الدول الأخرى، ومتحف اللوفر بأبوظبي الذي يعكس الحوار والانفتاح بين الحضارات.
ومن الناحية الاقتصادية والاستثمارية، فقد أتاحت التعديلات الأخيرة على القوانين الاقتصادية الفرصة للأجانب للاستثمار المريح حيث منحتهم الملكية الكاملة للشركات الأجنبية، وهذا عكس حقيقة التنوع الثقافي في البلاد. ومن منظور آخر ومن الناحية العلمية، فقد تجسدت مظاهر التنوع الثقافي في تنوع المدارس والمناهج الدراسية، إذ نرى اليوم تنوع كبير للمؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات البريطانية، الأمريكية، الصينية، والهندية بشكل يتناسب مع كل الثقافات الأخرى ليساعدهم على التعود على نمط الحياة في الدولة دون الابتعاد عن هويتهم الأساسية.
ومن ناحية التنوع الثقافي في سوق العمل، تشهد الدولة والمؤسسات الحكومية والخاصة تنوع ثقافي غزير والذي يعكس مبادئ جميلة قوامها التسامح والسلام والتعايش وحماية حقوق العمّال المغتربين. كل ذلك أهّل الإمارات للحصول على عضوية اللجنة الدولية لحماية وتعزيز أشكال التعبير عن التنوع الثقافي لفترة 2021-2025. أثبتت فيها الدولة أنها نموذجاً رائداً للتنوع الحضاري والثقافي في العالم.