التجسس على الاوطان
تتعدد اشكال الخيانة للوطن، ولكنها تبقى واحدة وتؤدي نفس الجريمة في حق الأرض التي ننتمي اليها، ، وقد جاء الدين أولاً لينهانا عن الخيانة فقال الله سبحانه: {إن الله لا يحب الخائنين} الانفال 58، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب»، ولذلك يعتبر عمل الخيانة من ابشع واقبح الأفعال، وفي مقالنا هذا سنتطرق عن احد أنواع الخيانة وهو التجسس ، ومنذ القدم يعتبر التجسس على الأوطان من ابشع الجرائم، فيقوم صاحب الجريمة بإعطاء معلومات عن وطنه لدولة أخرى او منظمات معادية لوطنه، ويقومون باستغلال هذه المعلومات لتحقيق أهدافهم، ومعرفة الطرق الى اسهل نقطة في هذه الدولة لاختراقها امنياً او اجتماعيا، ثقافيا واقتصادياً، ليقوم المتجسس بعمل ذلك كله من منطلق فاسد ، واسباب كثيرة وراء خيانة هذا الشخص لمجتمعه ووطنه، ومن هذه الأسباب بما يتعلق بأيدولوجية وهو ان يقوم الشخص بالتجسس على وطنه وذلك لإيمانه بفكر او عقيدة معينة في دولة أخرى تحمل معتقدات تختلف عما تحمله في دولته!، ومن هذا الباب للأسف الشديد يقوم بتسهيل المعلومات السرية لهذه الدولة ايماناً منه بخدمة فكره، وايضاً سبب آخر من اجل المال وقد لا يكون فقيراً ولكن الجشع والطمع يجعلان من الشخص أحيانا ان يقوم بجريمة شنيعة مثل الخيانة، ويقوم بالمساس بالامن القومي للدولة ويعرض وطنه للخطر من اجل مال! اما عن الاضرار التي يخلفها التجسس، فيسبب اضرار على الوطن بشكل عام مثل ان يضر بالمصالح العسكرية و معرفة الدول الأخرى بتحركات الجيش وعدد العتاد والمواقع العسكرية مما يضر بالامن القومي للوطن، كما يضر بالاقتصاد مثل تسريب الصفقات الاقتصادية الكبرى و تخريب تلك الصفقات، ناهيك عن جمع المعلومات عن المجتمع وثقافته مما يسهل معرفة تكوين هذا المجتمع وكيف نشر الطائفية والنعرات فيه، كما يقوم البعض بنشر معلومات خاطئة عن دولته وتقديمها لمنظمات تقوم بالضغط على الحكومات من خلالها لزرع قيم وأفكار ليست من المجتمع لزعزعة الاستقرار فيه.