السلام وأثره على المجتمعات

اعلم عزيزي القارئ أن السلام هو الشعور بالأمن، والسلامة، والاستقرار. وهو معنى مخالف للحروب والصراعات التي هددت الأمم، ودمرت الشعوب، وأظهرت النزاعات. تتعدد الحاجات التي يحتاجها الفرد والمجتمع في الحياة، وأهم هذه الحاجات التي لابد من وجودها هو حاجتنا للسلام. إذ يحتفل العالم من 21 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسلام، وذلك لأهمية السلام في حياة الأفراد والمجتمعات. فلا وجود للبشرية من دون سلام، ولا وجود للدول من دون سلام، ولا وجود لنهضة من دون سلام.

السلام وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة وبها ترتقي المجتمعات، فلا وجود للنهضة والتنمية في دولة تعاني من الحروب والصراعات. فهل لك أن تتخيل مستقبل مشرق لدولة تعاني من النزاعات الداخلية، والحروب الخارجية؟ وما ستتسبب فيه هذه الحروب من دمار للبنية التحتية، وزعزعة اقتصاد الدولة، وانهيار المنظومة التعليمية، وضعف الأمن، وتراجع الاستثمار؟ لذا، أصبح السلام مطلب أساسي وشرط لتحقيق النهضة والتنمية. أيضاً، السلام وسيلة لتحقيق الاستقرار في الدولة. اعلم أن السلام يلعب دوراً مهماً في استقرار المجتمع. هل لك أن تتخيل مجتمع بلا استقرار؟ وكيف سيكون عليه؟ المجتمع غير المستقر سيتسبب في انتشار الفوضى والإخلال بالنظام العام. وبالتالي، سيصبح مجتمع ضعيف ومتهالك يسوده الظلم ويغيب فيه العدل، وستتعامل فيه البشرية بمبدأ القوي ضد الضعيف مما سيتسبب في انتشار الجرائم التي أساسها العنصرية والكراهية. لذا، أصبح الاستقرار شرط لتحقيق السلام، ووجوده هام في حل النزاعات بين أفراد المجتمع الواحد.

عزيزي القارئ، عززت دولة الإمارات مبدأ السلام عن طريق دعم الجهود التي تحث على السلام حتى باتت خير أرضٍ للتسامح والسلام نستذكر منها السياسة الخارجية للإمارات التي تقوم على مبدأ السلم والأمن، والاحترام المتبادل بين الدول، مما رفع اسم الإمارات ومكانتها عالمياً بين الدول في فترة زمنية قصيرة. أيضاً، تعزيز الحوار بين الأديان، فقد سمحت الدولة منذ قيامها بالحرية الدينية على أراضيها، وكفلها الدستور، والقوانين الإماراتية، حتى أصبحت داعمة للتعددية الثقافية لأكثر من 200 جنسية تعيش بكل ود وسلام على أراضيها. وكذلك، أنشأت مراكز لمحاربة التطرف والإرهاب حرصاً منها على إرساء مبادئ السلام في المجتمع، والتي كان أساسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وحرصت القيادة الرشيدة من بعده على استكمال نهجه، فقد كرّس رحمه الله الجهود الجبارة في تحقيق السلام المحلي والعربي والعالمي من منطلق الأخوة الإنسانية والعمل العربي المشترك. ومن جهود الدولة في تحقيق السلام هو إطلاقها لجوائز عالمية لتكريم المتميزين في قضية السلام بالعالم، وتكريم شعراء السلام. لتثبت الإمارات أنها خير موطن للسلام والمحبة.