الصحة النفسية للموظف

يعتبر الإنسان هو اللبنة الأساسية للمجتمع وجوهر بنائه، فالإنسان السوي هو مصدر النهضة والفكر والتقدم، ولكي يقوم الفرد بأداء واجباته ومهامه الذاتية والاجتماعية على أكمل وجه لا بد أن يكون متمتعًا بصحة نفسية عالية تخلو من الاضطرابات والمشاكل التي تؤثر بشكل سلبي في بذله وعطائه وإنجازاته،

 فالصحة النفسية هي السمة الإيجابية التي يتمتع بها الفرد تجاه ذاته وتجاه الآخرين، فيكون بذلك فردًا سعيدًا ومتوافقًا نفسيًا واجتماعيًا وقادرًا على تحقيق وتقدير الذات واستغلال المهارات والكفاءات بأقصى حد ممكن،

 كما أن للصحة النفسية علاقة ببيئة العمل، وتحرص الكثير من مقرات العمل على إيجاد بيئة إيجابية لموظفيها من خلال: تعزيز الإنتاجية، والارتقاء بقدرات الموظفين وتقدير امكانياتهم وابداعاتهم، ووضع إجراءات وتنظيمات وقنوات تواصل تجعل الموظف يعمل في اطار منظومة مريحة تساعده على تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى أسلوب التحفيز والتشجيع اللذان يدعمان الموظف في زيادة انتاجيته ودعم صحته النفسية.

 ولا ننس دور الموظف في تعزيز صحته النفسية، فكما أن للمؤسسات ومقرات العمل دور في توفير البيئة الإيجابية لتعزيز صحة الموظف، كذلك للموظف نفسه دور في تحقيق تلك البيئة، ومن أهم الأمور التي يجب أن يركز ويحرص عليها الموظف هي: الإيجابية عند ممارسة العمل، والالتزام بساعات العمل وإنجاز التكليفات، والتحلي بأخلاقيات العمل مع المدراء والزملاء، ووضع أهداف ترتقي ببيئة العمل وزيادة الإنتاجية، كما أن هناك الكثير من الممارسات التي تندرج ضمن نمط الحياة الصحي للموظف والتي يجب أن تكون ضمن روتينه اليومي كالتغذية السليمة والمتوازنة،

 حيث إنها ضرورية ومهمة لأن الطعام يؤثر على المزاج المرتبط بالصحة النفسية، وأيضًا ممارسة الرياضة والنشاط البدني لأنها تخفف وبشكل كبير من الإجهاد والتوتر الذي قد يعانيه الموظف، وكذلك النوم الصحي لأنه من الضروري أن تكون ساعات النوم والاستيقاظ كافية ليأخذ الجسم كفايته من النوم لتحسين الصحة النفسية. جميع هذه الأمور يجب على الموظف العمل عليها والحرص على توافرها لتحقيق بيئة عمل داعمة تعزز من صحته النفسية إلى جانب الأمور التي تقدمها جهة عمله.