الوظيفة أمانة

01 أغسطس 2023
ديني

إن الوظيفة هي سبيل  من سبل تحصيل الرزق الحلال، فالوقت الذي يمضيه الموظف وهو على رأس وظيفته ليس بالوقت القصير، فعليه أن يستحضر النية الصالحة في كل ما يقوم به من عمل على أنه عبادة يُثاب عليها، وأداءٌ للحقوق الواجبة عليه تجاه أسرته، ومجتمعه، فيكون ما يتقاضاه من راتبٍ مباركاً فيه، مع ما يظفر به من ثواب في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحدٌ طعاماً قطُّ خيراً من أن يأكُل من عمل يده" [رواه البخاري].

فعلى الموظف أن يُخلص في وظيفته فيتقنها، فالإتقان عنوان الإخلاص، وعلامة الإبداع، وذلك بأن يكون أداؤه للعمل على أكمل وجه وبإتقان على قدر المستطاع، وعليه أن يكون على علم بأن له دوراً يحمله على عاتقه تجاه وطنه، ومؤسسته، ومجتمعه، فذلك مما يعينه على الاتقان والإبداع في مجال عمله.

وعليه أيضاً أن يتحلى بخلق الأمانة، فالأمانة من أصول الأخلاق، إذ أن الوظيفة عقد مبرم بين طرفين، يضع الموظف على كاهله مجموعة من الواجبات التي يجب الوفاء بها، فعليه أن يتحمّل المسؤوليات المترتبة على هذا العقد؛ وإلا سيُعدّ ذلك من تضييع الحقوق الواجبة، قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء:58] ولن يحقق الموظف الأمانة التي حملها إلا بأداء الوظيفة، والأعمال المنوطة به؛ على خير وجه.

وعلى الموظف أن يشغل الوقت المخصص للعمل في العمل الذي خُصِّص له، لأن وقت العمل ليس ملكاً للموظف، بل هو لصالح العمل الذي أخذ في مقابله راتباً، فكما أن الموظف يرغب في أخذ راتبه كاملاً؛ فعليه ألا يضيع شيئاً من وقت العمل في أمور ليست لها علاقة بالوظيفة، ومن صور عدم مراعاة الوقت المخصص للعمل؛ الانتقال من مكتب إلى آخر لغير حاجة العمل، والحديث مع الموظفين، وتبادل الأخبار بينهم، وعليه أن يكون مقدّراً لساعات العمل، ملتزماً بالحضور والانصراف في الوقت المحدد.

وعلى الموظف أن يراقب الله سبحانه في عمله، ويستشعر المسؤولية بأن يؤدي عمله بدقة واجتهاد، وصدق وإخلاص، فينجز أعماله في الوقت المحدد، ولا يؤخرها من دون أسباب مقبولة.

وكل موظف صغيرة كانت درجته أم كبيرة، فهو مطالب بالقوة والأمانة في العمل، فإن اختلّت القوة أو ضاعت الأمانة؛ ضاع العمل.

وليعلم الموظف أن الإنتاج الغزير والعمل المثمر لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي، فإن العمل الفردي لا يخلو من خطأ، والمجتمع الوظيفي يتطلب التعاون والتنسيق بين الأعمال والموظفين، فإن التعاون يحقق سرعة إنجاز العمل وإتقانه، ويثمر تبادل الخبرات بين الموظفين، فيزيد من كفاءة الموظف وفعاليته، وينظم الوقت، ويوفر الجهد، ويخفف العبء، ويقضي على الأنانية الوظيفية.

كما أن العمل الجماعي يعزز من الولاء للمؤسسة، حيث إن الموظفين عندما يتعاونون لتحقيق أهداف المؤسسة، فإنهم يقوّون الروابط بينهم، فيزيد بذلك من مستوى الثقة والاحترام بينهم، وبالتالي يكونون أكثر ارتباطاً بالمؤسسة، ويشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ منها، فيؤدي ذلك إلى تحقيق نتائج أفضل بشكل عام، مما يعزز الثقة على قدرة المؤسسة على النجاح، وتحقيق الأهداف المشتركة.

فعلى الموظف أن يتعاون مع زملائه في العمل، فإنه يعين على سير منظومة العمل، ويد الله مع الجماعة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". [رواه مسلم]

وفي الختام: نسأل الله سبحانه أن يعين كل موظف في عمله، وأن يلهم الجميع إلى الصواب، وطريق الخير والرشاد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.