المرونة النفسية
الناس جميعًا تعترضهم مواقف متفاوتة في درجة الصعوبة، ويمرون باختبارات كثيرة في حياتهم قد تكون منعطفًا في طريقة تفكيرهم، ومنهم من يندم بعد موقف معين لتصرف أرعن بدر منه قائم على الانفعال وبعيد عن ضبط النفس والتصرفات، هذا كله متعلق بأمر غاية في الأهمية وهو المرونة النفسية التي يتطلع الجميع للوصول إليها، ويعرّف علماء النفس المرونة النفسية بأنها الإدراك التام للعواطف والمشاعر والأحاسيس بما فيها المشاعر السلبية أو غير المرغوب بها، والقدرة على التكيّف مع الشدائد أو الصدمات أو التهديدات أو أي مصدر للتوتر بما في ذلك المشاكل الأسرية أو المشكلات الصحية الخطيرة أو ضغوطات العمل والضغوط المالية، وتتميز الحياة بكثرة التغيرات والتحولات التي تشكل ضغوطًا على الإنسان الذي يلجأ إلى التأقلم معها، فتتغير الظروف داخل الأسرة وتتغير ظروف العمل وتتوتر العلاقات الاجتماعية وتتغير الظروف الاقتصادية، وتشكل هذه التغيرات ضغوطًا على الفرد، ونتيجة لهذه التطورات التي طرأت على الحياة في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والتطور الحضاري والتي أدت في مجملها إلى تعقد الحياة، فقد أصبحت الضغوط النفسية من أهم الظواهر التي تتصدر مشكلات عصرنا الحالي، وتختلف قدرة الأفراد على مواجهة الضغوط الحياتية بحسب قدرتهم على التكيف والانسجام مع هذه المتغيرات، وتعتبر المرونة النفسية أحد أهم العوامل اللازمة لحدوث التكيف الشخصي والاجتماعي لدى الفرد، حيث يستجيب للمؤثرات الجديدة استجابة ملائمة، فالتكيف الحقيقي هو الذي يسمح للفرد بالنجاح في المواقف المختلفة.
ولتكون شخصًا قادرًا على التكيف مع المطبات في الحياة، وقادرًا على بناء وتعزيز المرونة النفسية لديك؛ عليك باتباع الخطوات التالية:
1. عزز تواصلك مع الآخرين:
- يمكن أن تكون العلاقات مع الأشخاص الإيجابيين والتواصل معهم عاملًا مقويًا في بناء المرونة النفسية لأن التواصل معهم يجعلك تشعر بأنك لست وحيدًا في مواجهة الأزمات، وهنا يجب الاعتماد على أشخاص جديرين بالثقة ويقدرون مشاعرك ويعطونك النصيحة الصادقة.
2. عزز الأفكار الإيجابية والصحية:
- أي اجعل مسار تفكيرك إيجابيًا لأن ذلك سيؤثر على طريقة تعاملك مع الأحداث في حياتك، كما أن طريقة تفكيرك يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الشعور الذي يتولد لديك تجاه موضوعٍ ما، وكذلك في مدى مرونتك عند مواجهة العقبات، لذا؛ كن أكثر توازنًا وواقعية، فمثلًا: إذا شعرت بالإرهاق بسبب ضغط العمل ذكّر نفسك أن ما يحدث لك ليس مؤشرًا نهائيًا أو حكمًا قاضيًا على مستقبلك، لكن بالمقابل ركّز على فكرة أنك غير عاجز عن أداء هذه المهمة.
- حافظ على نظرة متفائلة داخلك، مع عدم إغفال الواقع من حولك، لأن تلك النظرة تساعدك في أن تأمل حدوث أشياء جيدة لك في الوقت الذي تكون فيه الظروف معاكسة لك، فكّر في الأشياء التي تريدها أن تحدث بدلًا من القلق من عدم حدوثها أو من أن يحصل ما لا تريده، أشعر نفسك بأن هناك شيءً جيدًا ينتظرك في النهاية؛ فهذا يسهل عليك تجاوز المواقف الصعبة.
3. اطلب المساعدة المتخصصة:
- اعلم أن الحصول على المساعدة عندما تحتاج إليها أمرٌ بالغ الأهمية في بناء قدرتك على الصمود والمرونة النفسية لاحقًا فقد يتعثر الإنسان أثناء طريقه لتجاوز بعض المصاعب.