المخدرات هلاك للعقل و الجسد

21 فبراير 2024
نفسي

يعرف الإدمان بعدم القدرة على التوقف عن استخدام مادة أو المشاركة في سلوك معين حتى وإن كان قد يتسبب في ضرر نفسي أو جسدي، ولا يشير مصطلح الإدمان إلى الاعتماد فقط على مواد مثل الهيروين أو الكوكايين بل يشمل بعض أشكال الإدمان عدم القدرة على التوقف عن ممارسة أنشطة مثل القمار أو الأكل أو العمل، فالإدمان حالة مزمنة يمكن أن تنتج أيضاً عند تناول بعض الأدوية.

    وتعرفه الجمعية الأمريكية لطب الإدمان على أنه مرض مزمن يصيب الدماغ وخاصة مناطق المكافأة والتحفيز والذاكرة، يتسم الإدمان بعدم القدرة على الامتناع عن تناول مادة أو اتباع سلوك معين، وضعف التحكم في هذا السلوك، والشعور بالرغبة الشديدة في اتباعه، مع عدم الاعتراف بالمشكلات الناتجة منه. يشترك الاشخاص الذين يعانون من الإدمان في سلوكيات تصبح قهرية وتستمر غالباً على الرغم من بدأ الكثير منهم العلاج.

تكمن خطورة الإدمان  وخاصة إدمان المخدرات على الفرد والمجتمع في عدة نواحٍ، حيث يُلاحظ أن مشاكل الصحة العقلية والنفسية تكمن على سبيل المثال في كون الأفراد الذين يعانون من إدمان المواد المخدرة عرضة للمزيد من اضطرابات المزاج، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل والفصام، وتغيرات في السلوك أو الشخصية، ونقص في التحفيز، والبقاء عصبيًا أو منفعلاً بشكل عام، كذلك الرعاش أو الارتجاف أو الكلام  المتلعثم، إضافة إلى عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وعدم القدرة على الالتزام بروتين يومي وعلى اتباع التعليمات، والحاجة المستمرة إلى الأموال، وغالباً ما يفضلون الانعزال عن الآخرين مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، وقد يعاني الشخص من الجرعة الزائدة وكذلك قد يصل في بعض الحالات إلى الوفاة.

كما يؤثر الإدمان على المجتمع بطرق عدة حيث يؤدي إلى زيادة حوادث السير والعنف وتدهور العلاقات الاجتماعية والأسرية، وقد يؤدي الإدمان أيضاً إلى جرائم السرقة والاحتيال وغيرها من الجرائم.

من المهم جداً تقديم الدعم والعلاج للأشخاص المدمنين للمساعدة في تقليل تأثيراتهم السلبية على أنفسهم وعلى المجتمع.

أما عن كيفية الوقاية من الإدمان والعمل على الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، فهنالك العديد من الأساليب والطرق النافعة التي يتم تطبيقها لتجنب تبعات هذا المرض، مثل عدم الاستجابة لضغوط الأصدقاء خاصة المراهقين وصغار السن، الذين يقومون بتجربة المخدرات فقط لتقديم صورة جذابة أمام الآخرين، حيث إن تجنب ضغوط أصدقاء السوء هو واحد من أهم الطرق لتجنب استخدام المخدرات، حيث يعتقد البعض بشكل خاطئ أن تعاطي المخدرات أو تناول الكحول سيجعلهم أكثر قبولاً وشعبية بين الآخرين. 

تطوير العلاقات العائلية بشكل قوي، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون علاقة وثيقة مع أسرهم أقل عرضة لأن يصبحوا مدمنين على المخدرات، كما أن الإرشاد والدعم الذي تقدمه الأسرة يجعل الأمور أسهل بالنسبة للشخص للتعامل مع ضغوط الحياة والابتعاد عن جميع أنواع المواد والسلوكيات التي تسبب الإدمان.

تعلم آليات التكيف، حيث يَقدم بعض الأشخاص على تعاطي المخدرات أو تناول المشروبات الكحولية بهدف تخدير المشاعر السلبية، لذلك من المهم تعلم آليات التكيف الصحية، فالجميع عرضه للشعور بالمشاعر السلبية مثل الحزن، الوحدة، العزلة، الخجل، الإحراج، عدم الجدارة، ومشاعر سلبية أخرى في نقاط مختلفة من حياتهم، ليس هناك شيئًا خاطئًا في الشعور بهذه المشاعر، ولكن أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشاعر هي تعلم كيفية معالجتها بشكل صحيح، والتي قد تشمل التحدث مع شخص ما، أو من خلال الكتابة والتعبير، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو التأمل وغير ذلك، ومن خلال معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الأفكار والمشاعر، لن يحتاج الشخص لتخديرها  أو كبتها من خلال تعاطي المخدرات.

الامتناع هو أفضل طريقة لتجنب إدمان المخدرات، فالمخدرات لها قدرة عالية على التسبب بالإدمان والذي قد يحدث من التجربة الأولى، قد يكون الأمر صعبًا للغاية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون لضغوط الأصدقاء أو الذين يعانون من آلام جسدية أو عاطفية مزمنة، في هذه الحالات، يمكن أن يتطلب الامتناع الكامل عن استخدام المخدرات الكثير من المهارة والإرادة، ويمكن اللجوء إلى المتخصصين لمعالجة الإدمان أو تجنبه.

وفي الختام، فإن الإدمان هي حالة يصاب بها الشخص فيصبح فيها غير قادر على السيطرة ويشعر بحاجة ملحة لتناولها، مما يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، وكذلك الحياة الشخصية والاجتماعية، ويتطلب علاج إدمان المخدرات دعما نفسياً وطبياً، وبالتالي فإن تجنبها تماماً هو أفضل طريق للحفاظ على صحة الشخص وسلامته.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.