المقاصد الخمس وأثرها في ترسيخ السلام
لقد جاء الدين الإسلامي بما يحقق مصالح الأفراد والمجتمعات، وبما يحفظ مصالحهم، ويرشدهم لما فيه خير ونفع، بما يكفل لهم السعادة والأنس، وإن من أعظم المصالح التي جاء الإسلام بحفظها هي النفس والدين والعقل والعرض والمال، وفي حفظ هذه المصالح الخمس؛ ينعم الإنسان بالأمن والاستقرار.
ففي جانب حفظ النفس قد جاءت التشريعات الإلهية بتعظيم حرمة النفس وحرمة الاعتداء عليها، وعلى أي أمر قد يؤدي إلى الإضرار بها، بل وحرّم الإسلام الشتم؛ لأنه يفتح باب الكراهية، وكل كلمة قد تؤدي إلى تمزيق المجتمع، وإثارة النعرات الطائفية.
وفي جانب حفظ الدين أكد الإسلام على حسن علاقة الإنسان بخالقه، وعلى حسن معاملة الخلق، والتي تُكسي الإنسان جمال الظاهر والباطن، وتحصّنه من الأفكار الهدّامة، فقد أمر الإسلام بلزوم الوسطية والاعتدال، وحذّر من التطرف والانحلال، وتبرّئ من كل المظاهر السلبية المسيئة لجمال الإسلام؛ كالتكفير والعنف والإرهاب، وكل من وظّف الدين لأغراض سياسية، ومقاصد حزبية، وذلك كالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتي لا تمت للإسلام ولا لتعاليمه بصلة.
وفي جانب حفظ العقل فقد أعلى الإسلام من قيمته، وأناط به التكليف، وحث على الانتفاع به، وعلى تثقيفه وتزويده بالعلوم والمعارف وتنميته باكتساب المهارات، وحرّم كل ما يضر به من مسكرات.
وفي جانب حفظ العرض فقد حث الإسلام على الزواج، واعتنى بالأسرة والأبناء غاية الاعتناء، ونهى عن الوقوع في أعراض الناس، وحث على التمسك بالأخلاق الفاضلة، والمحافظة على العادات المجتمعية النبيلة.
وفي جانب حفظ المال فقد أمر الإسلام بالسعي في طلب الرزق، وأباح امتلاك المال بالطرق المشروعة، ونهى عن كل ما يضاد ذلك من السرقة والرشوة وغير ذلك.
فهذه لمحة يسيرة عن هذه المقاصد العظيمة والتي اعتنى بها الإسلام، وأرسى مبادئها، لتكون كالقاعدة والأساس لوقاية الشباب من خطر التطرف والإرهاب، ونبراساً منيراً لجمال وسماحة الإسلام.