
القلق الاجتماعي
إن القلق الاجتماعي هو ليس قلقاً من زيارة الطبيب لمعرفة نتائج الفحوصات أو أداء امتحان دراسي بل هي حالة اضطراب مزمن يتميز بخوف مفرط وغير مبرر من الاحراج والهوان في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي الى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية.
ومن أهم الأعراض الجسمانية التي تطرأ على الفرد: احمرار الخدين، ارتعاش وارتجاف اليدين، التعرق بشكل ملحوظ، وسرعة خفقان القلب وقد تؤدي للإغماء. أما الأعراض السلوكية: تجنب الفرد للأنشطة الاجتماعية، محاولة تجنب التواصل البصري أو البدء في المحادثات، الخوف من ملاحظة الأفراد الآخرين لقلقهم وتوترهم، والخوف من التحدث إلى العامة أو الأكل والشرب في مكان عام.
لابد من وجود أسباب لاضطراب القلق الاجتماعي والتي تتمثل في تعرض الطفل لأسلوب العصبية المتكررة والأسلوب المتشدد من قبل الوالدين والذي ينتج عنه طفل يعاني من شخصية مهزوزة تخشى وتخاف من التحدث أو التعرف على الآخرين، كما أنّ الحماية الزائدة والمفرطة للطفل قد تتسبب في ضعف شخصيته وانعدام ثقته بنفسه، والذي ينتج عنه عدم قدرته على الاندماج مع الآخرين بسهولة، ولا نتهاون في إساءة معاملة الطفل أو تعنيفه والذي يشكل إحدى أهم أسباب القلق الاجتماعي.
من الحلول لعلاج حالات القلق الاجتماعي هو الابتعاد عن الخجل قدر الإمكان وطلب المساعدة بشكل مبكر قبل أن تتفاقم الحالة ليتمكن من التغلب عليها بشكل أفضل. كما أنّ ممارسة الرياضة بانتظام وتناول غذاء صحي لتفادي أي نقص في الفيتامينات والمعادن التي قد تسبب الارتجاف والتعرق والخمول. كما أن ترتيب الأولويات لتحديد أهم الأمور وهذا يساعد على تجنب القلق (تنظيم وإدارة الوقت). التواصل البصري مع الآخرين ومحاولة البدء بالكلام قدر المستطاع.
تذكير نفسك دوماً بأن المشاعر التي تشعر بها هي مؤقتة وأنه يمكنك التغلب عليها أن معظم الناس لا يلاحظون أو يهتمون بالقدر الذي تعتقده. كما أن التدرب أمام أفراد العائلة أو الأشخاص الذين ترتاح لهم تعتبر من الحلول الفعالة في التغلب على اضطراب القلق الاجتماعي حيث أن بالممارسة يصبح الشخص أكثر قدرة على اكتساب مهارة الثقة بالنفس وكسر حاجز الخوف بينه وبين الآخرين.
وأخيراً إن لم يستجيب الفرد من الطرق السابقة فمن الأفضل أن تتم المعالجة النفسية عن طريق مراجعة الطبيب المختص.