
الضيف الثقيل والضيف الخفيف
تخيل بأنه زارك نوعين من الضيوف، الضيف الأول كثير المطالب متذمر مما تقدمه له، غير مقدر لمجهودك الذي تبذله خلال استضافته، وجوده معك يثقل كاهلك كونه يمكث فترة طويلة، ويجعلك تغير جدول أعمالك لكي لا تشعر بالخجل من تركه وحيدا، أو لتتجنب استياءه من إهمالك له. أما الضيف الآخر هو ضيف مريح الوجه مبتهج، ملتزم بحدوده يشعرك بأنه لا يمر بأي من ضغوطات الحياة، ويقنعك من خلال كلامه وأفعاله بأن الحياة سعيدة جدا ولا يوجد بها أي مشكلات. إن الضيف الأول هو ضيف ثقيل صعب إرضاؤه ويجب أن تضغط على مشاعرك وأولوياتك وعلى نفسك في حال فتحت له باب منزلك، أما النوع الثاني من الضيوف هو الضيف الخفيف الذي تقضي معه دائما أسعد اللحظات كونه يستبعد كل السلبيات التي يمر بها الإنسان، ويوصلك إلى مرحلة تشعر بأن حياتك سيئة مقارنة بما يظهره لك من جوانب حياته المبهجة. إن الضيف الثقيل والضيف الخفيف هم شخصيات نقابلها في حياتنا، ولا نستطيع تغير ما يتعاملون به معنا، ولكن ما نستطيع القيام به هو التغير في أنفسنا واختيار السمات المتزنة الإيجابية الموجودة في الضيف الثقيل والضيف الخفيف، على سبيل المثال توضيح الحاجات الأساسية التي أطلبها أنا كفرد ويطلبها الآخرون مني في أي علاقة والحرص على الحصول عليها لجميع الأطراف بناء على مقدرتي وأولوياتي ومقدرة الطرف الآخر وأولوياته. كما أن التحلي بالإيجابية مطلب رئيسي ولكن ذلك لا يمنع بأن الفرد يمر بالعديد من الضغوطات والمواقف المحزنة ولكن يجب أن يضع بعين الاعتبار بأن هذه المواقف ستمر في النهاية ويجب أن يخرج منها بأقل الخسائر ويتحلى بصحة نفسية تؤهله لاستقبال مجريات الحياة القادمة، ولا يتخلى عن الاستفادة التي حققها من تجاربه ومواقفه السلبية أو الإيجابية. عزيزي القارئ لتجعل هذا المقال نقطة تبدأ بها بالتغير في شخصيتك التي تتداخل بها مع العلاقات والعالم الخارجي من خلال الاتزان ما بين الضيف الثقيل والضيف الخفيف.