الدعم والتأهيل النفسي لأصحاب الفكر المتطرف

شهدت المنطقة العربية – في السنوات الأخيرة – كثيرًا من الاضطرابات والتحولات السياسية والنفسية والاجتماعية فيما أطلق عليه "أحداث الربيع العربي"، والتي كانت لها العديد من الآثار السلبية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية للدول والمجتمعات التي شملتها أحداث هذا الربيع العربي، والذي تحول إلى خريف يدمر هذه الدول واحدة تلو الأخرى عبر انتشار السلاح، وظهور الجماعات الإرهابية وتغلغلها في ربوعها، مما ترتب عليه تأثر الكثير من الناس بهذه الجماعات وبالأخص فئة الشباب بسبب الرسائل المظللة التي تناقلتها الجماعات الإرهابية عبر الإعلام المرئي، والذي أدى إلى انصياع الكثير من الشباب العربي لأوامر وسياسة تلك الجماعات المتطرفة، ونبذهم لقوانين وسياسات دولهم مما أصاب البعض منهم بصدمات واضطرابات نفسية بعدما اكتشفوا وشاهدوا من أحداث إرهابية بعكس ما كان يدعيه وتعلنه تلك الجماعات، وقد تعرضوا جراء ذلك للاضطرابات المعرفية المتمثلة في صعوبات في التركيز والانتباه وفقدان جزئي للذاكرة مع اضطرابات في التفكير، ووجود أفكار لا عقلانية وأفكار انتحارية، ثم جاء اضطراب الاكتئاب، ثم القلق، ثم الاضطرابات السيكوسوماتية (النفس – جسمية)، ثم اضطرابات النوم، وانخفاض مستوى التوافق النفسي والاجتماعي. 

إن الدعم النفسي يساعد على تخفيف الآثار والأضرار الفكرية والنفسية والسلوكية من خلال الاستماع الجيد للأشخاص والسؤال عما أثر عليهم من خلال دراسة العوامل المؤثرة والمسببة لتدهور الحالة النفسية.   فيما يتعلق ببرامج التأهيل النفسي الذي يمكن استخدامه مع أصحاب الفكر المتطرف هو استخدام العلاج المعرفي السلوكي، ويتمثل في عدد من التقنيات النفسية لمساعدة الأفراد على تغيير الطريقة السلبية التي يفكرون بها، وأيضًا استخدام العلاج الجماعي مما يساعد في إيجاد طرق لإدارة الأعراض ويساعد على فهم الحالة ودعمها، وكذلك استخدام برامج تنمية المهارات الشخصية مثل تقدير الذات ومهارات مواجهة الضغوط وحل المشكلات التي تهدف إلى التخفيف أو التخلص من الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية.