الأمن الفكري أمن المجتمعات

24 مارس 2023
اجتماعي

 الأمن من الضرورات المهمة التي يجب أن يعيش الإنسان في ظلها ليحصل ويكمل الحلقات المختلفة من حياته خاصة وأنه يجسد حالة غياب كل خطر وكل تهديد للحياة والذي يدركه الإنسان بملكة العقل وخبرة الممارسة، ودون وجود هذا الشعور ألا وهو الأمن فإن مصير العقل سيكون الانحراف والهلاك. إن مفهوم الأمن أصبح أعمق وأشمل وأكثر ارتباطا بالأمن الشامل أو ما أطلق عليه مؤخرا بالأمن الوطني، وهذه الشمولية أصبحت محتوية على صور وأشكال الأمن التسعة ألا وهي الأمن الفكري، النفسي، والاجتماعي، والأسري، والبيئي، والعسكري، والسياسي، والجماعي، والإنساني. إن هذا التفرع المهم يحمل في طياته هيكلية متكاملة مهمتها الحفاظ على الإنسان والمجتمعات والدول ضد كل ما يهددها ويهدد استقرارها وإنجازاتها وتطورها، ويعتبر الأمن الفكري هو الأساس المتين الذي تبنى عليه بقيت صور وأشكال الأمن التي سبق ذكرها كونه مرتبطا بالأفكار والعقول المحركة لكل جزء من منظومة الأمن الوطني، وفي حال انتشار ظلام الجهل أو وجود أفكار منحرفة فإن الإخلال بالأمن الفكري سيكون حاضرا وسيحول دون حصول الفرد على الأمن النفسي أو المجتمعي أو الأسري وغيرها من عناصر الأمن، ويمكننا توضيح ذلك بالفيروس الذي يستقر في جهاز الحاسب الآلي ويبدأ بضرب برمجة هذا الحاسب مما يحول دون عمله بالطريقة الصحيحة ويتسع ذلك بتدمير الجهاز تدريجيا إلى حين توقفه عن العمل، إنني على وعي بأن هناك فرقا بين الحاسب الآلي والعقل البشري ولكن نقطة التشابه هنا بأن كليهما يعمل بناء على معلومات وأفكار أظهرت في النهاية مخرج وأي خلل في المعلومات سيؤدي إلى عدم القيام بالمهام بالطريقة الصحيحة. لا أقصد الخروج عن المحتوى ولكن تجسيد الصورة مهمة لإعطاء صورة مصغرة عما قد يحصل للعقل البشري الذي يستقبل الأفكار والمعلومات ويخرجها على شكل سلوك فعلي.

قيمة التفكير

إن وعي دولتنا الحبيبة بخطورة الغزو الفكري أو الكساد الفكري جعلها تركز على أهمية حماية العقول من أي أفكار مغلوطة بعيدة عن وسطية وسماحة الشريعة الإسلامية، لا تلامس قيم وعادات وأنظمة المجتمع بمبادرات ومراكز توعوية إرشادية تحافظ على الأمن الفكري للأفراد، المركز الوطني للمناصحة هو أحد أهم المراكز التي تعمل على تشكيل الحصانة الفكرية للمواطنين وغيرهم من أي انحراف فكري يحملونه. إن عمل المركز وغيره من مؤسسات الدولة يركز على نشر الأمن الفكري باستخدام أحدث الأساليب وأصحاب الخبرة، ويستوجب استكمال العمل في ذلك من خلال إعطاء اللبنة الأساسية للمجتمع دورها، وما نقصد به هنا هو دور الأسرة، وقبل الحديث عن دورها الأساسي في بناء الأمن الفكري لأبنائها يجب التأكد من أن البيئة الأسرية السليمة  قائمة على المودة والتفاهم والتعاون. أما ما يمكن أن تقدمه الأسرة فيجب أن يدرك الوالدان بأن حديثنا عن الأمن الفكري يعني بناء الأفكار ومعالجتها عن طريق زراعة بذرة قيمة التفكير وتعزيز هذه القيمة بسلوكيات، والتحفيز من أجل أن تصبح هذه القيمة عادة يصعب التخلي عنها. إن زراعة هذه القيمة يجب أن يكون في بيئة أسرية معززة للتفكير تنمي التفكير الناقد ومهارة حل المشكلات وإعطاء الأبناء أدوات التحليل اللازمة لتكوين المناعة الفكرية السليمة. يجب أن يدرك المربي بأن الفضول هو سمة تميز الفرد منذ حداثة سنه وفي حال كبتها أو توفير الحلول المباشرة فإن ذلك يولد فردا منقادا غير مفكر، لذلك من الضروري عدم تجاهل أي أسئلة مطروحة من قبل الأبناء وعدم إعطاء حلول مباشرة، وتوجيه الأبناء لمصادر مختلفة موثوقة لإيجاد أجوبة على استفساراتهم ومن ثم مناقشة ما تم التوصل إليه في حوار هادف. إن سماع أو قراءة القصص توسع مدارك الأبناء وتجعلهم يستخلصون الدروس المستفادة منها، وهي طريقة فعالة لإدخال المعلومات بطريقة غير مباشرة، ولكي لا يكون ذلك بصورة تقليدية هناك عدة طرق تمكن المربي من فهم طريقة تفكير الابن، ومدى قدرته على صناعة المحتوى في خياله وإيجاد محتوى مترابط يحتوي على مشكلة وحل، على سبيل المثال سرد المربي لقصة وجعل الابن يستكملها أو إعطاء الابن مجموعة من الكلمات، وإعطائه فترة مناسبة لسرد أو كتابة قصة تحتوي على الكلمات التي حددها المربي.

التربية على الولاء وحب القانون

هناك فرق بين انتماء الفرد للمكان الذي يعيش فيه وبين ما يكنه من مشاعر وأحاسيس، ووجود ارتباط متين ما بينه وبين وطنه نابع من حبه للوطن، والذي يظهر في سلوكه وهذا ما يمثل الولاء. إن تربية الأبناء على الولاء للدولة وتثقيفهم بالقانون سيجعلهم يمتثلون للقانون كونهم على قناعة بأن هذا القانون يطبق على الجميع، ووجوده يحافظ على المصلحة العامة. وجود الولاء واستشعار نعمة القانون وما تقدمه الدولة للأفراد سيمكن الأبناء من الربط ما بين ما يمكن القيام به وما يجب التخلي عنه وتركه.

الأمن الأسري وارتباطه بالأمن الفكري

الأمن الأسري يتحقق فيه شعور الطمأنينة والاستقرار في العلاقة الأسرية مع الأفراد في هذه الدائرة، وذلك يتحقق بوعي ومعرفة جميع الأطراف في هذا النطاق بواجباتهم وحقوقهم الأسرية اتجاه بعضهم البعض بوجود قيم فاضلة واضحة يتعامل بها أفراد الأسرة، وهذا الوعي والإدراك هو الأمن الفكري كونه يكسب الفرد الأفكار الأساسية المحركة لسلوكه في نطاقه الأسري.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.