نشعر في بعض الأحيان بأننا نقوم بمجهود كبير ونُرهق لاحقاً، وعندما نقيس الحصيلة والنتائج نرى بأنها لا تتساوى مع الجهد والوقت الذي بذلناه، ما الذي يجعلنا نصل إلى تلك المرحلة؟ إن الجواب المختصر لذلك هو أننا نهدر طاقتنا وتستثمرها بالطريقة الخاطئة، والمثال الذي يجسد ذلك هو بذلك لمجهود كبير في سباق الجري وعدم وصولنا إلى خط النهاية، فلماذا يحدث ذلك في رأيك؟ هناك العديد من المسببات منها: عدم التخطيط، وضعف الإرادة، وعدم وضع الأولويات بالطريقة الصحيحة، ورفض المساعدة وتوزيع المهام، والرغبة في الوصول إلى المثالية، وتحلي الفرد بمستوى متدني من تقدير الذات والثقة بها.

 إن هذه العوامل لها دور أساسي في وصول الفرد للإنهاك وعدم القدرة على الانتقال للخطوة القادمة من حياته بسهولة، ولكن المسبب الرئيسي والمرتبط بتلك العوامل هو طريقة تفكير الفرد. إن الوظائف العديدة التي يقوم بها الدماغ تقوم أغلبها على الأفكار، وفي حال كانت هذه الأفكار مشتتة فأن مسار تفكيرنا يلجأ للتخيل بعيداً عن المنطق والتحليل، لذا يقوم الفرد بأفعال وسلوكيات غير مدروسة خوفاً من الفشل والتراجع، مما يجعله يستخدم مهاراته والموارد المختلفة من حوله بدون رؤية واضحة وهادفة وهو ما يمثل اهدار للطاقة.

 إن ادراكنا للطاقة المهدرة يتطلب منا توجيه أفكارنا ودراستها والنظر في مدى تأثيرها الإيجابي علينا والسعي لتغيرها، وفي حال عدم رضانا عن هذه الأفكار وتأثيرها يستوجب البدء بتسخيرها لرفع تقدير الذات وتجديد الأولويات والأهداف تبعاً للمعطيات المستحدثة في حياتنا، ولا ننسى العملية التقييمية التي يجب أن تكون بين الحين والآخر على أنفسنا لإدراك الخلل ومحاولة إيجاد البدائل.