الإخلاص في العبادة

من المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها الأعمال وتسمو بها إلى أعلى المراتب الإخلاص فيها وعدم المفاخرة والتماس الثناء وتمني المدح من الغير فهو السر بين العبد وربه، وكلما أدرك الإنسان المعنى الحقيقي للإخلاص زادت همته لإتقان العمل، وبلوغ الغاية في ضبطه.

لقد حثنا ديننا الحنيف على الإخلاص في جوانب مهمة ، فمنها قوله تعالى:( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وقال تعالى :(ألا لله الدين الخالص) وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً وابتغي به وجهه) وكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتصفون بها، ومنهم موسى عليه الصلاة والسلام عندما قال الله عنه :(واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً وكان رسولاً نبياً).

إن تنمية الإخلاص في القلب يحتاج أن يعلم الإنسان أن الإخلاص من الأسباب الجالبة لمحبة الله ، لأن العمل إذا كان بعيداً عن الناس فإن ذلك يدل على شدة محبة العبد لله، وأن عاقبة الرياء غير حميدة.

ومن تأمل الوقائع النبوية وجد فيها أن الإخلاص سبب لتجاوز الإنسان من الكروب والشدائد، فمن ذلك قصة الثلاثة التي انسدت عليهم الصخرة باب الغار، فالتمس كل واحد من هم عملاً قد تقرّب به إلى ربه ومولاه واشتركوا في دُعاء واحد حين قالوا :( فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجه) فانفرجت الصخرة وتبدلت همومهم وانقلب حالهم إلى فرح وسرور.

إن النية الصادقة لها أثر بالغ في تصحيح الأعمال وتقويمها، وتزرع له القبول وقد قيل (نية المرء خير من عمله) فالأساس لكل الأعمال ورأس الفضائل إنما هو بالصدق في النيات.

ونستلهم دروس الإخلاص كذلك من مسيرة مؤسس الدولة وباني نهضتها الشيخ زايد - طيب الله ثراه -والذي كانت له الجهود المخلصة التي غطت مناطق كثيرة من العالم، ولم يعلم عنها أحد سوى مرافقوه والذين حكوا المواقف عنه رحمه الله في مساعدة الناس دون تمييز  في الدين أو العرق، ولقد حرس هذه القيمة الكريمة الشيخ خليفة بن زايد _طيب الله ثراه_ حيث أحبه الصغير والكبير وكل من عاش على هذه الأرض الكريمة عرف تفانيه وإخلاصه وقد اغترف من بحر والده وسار على دربه فأكرمه المولى بمحبة الناس له، ومواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدوله --حفظه الله – أظهرت قيمة الإخلاص في التعامل مع كل أزمة، والوقوف في وجه التحديات فكان فارس مضمار القيم الإنسانية، يعطي القريب والبعيد ليحفظ البشرية من لينشر السعادة بينهم مما كان لها الأثر بانجلاء الخير وغرس القبول له بين أبناء شعبه ومحبيه.