الاجترار النفسي
كل منا يعلم بأن الجَمل من الحيوانات التي تخزن كميات كبيرة من الطعام والشراب داخلها وتعود لتستهلكه في الأيام التي لا تجد فيها ما تتناوله، وذلك ما يسمى بالاجترار لغوياً، ولكن هل يعقل بأن الإنسان لديه تلك الصفة ولكن يستخدمها في تخزين الأفكار والمواقف السلبية والحزينة ليعود بتفكيره للتجارب المؤلمة والقاسية التي عانى منها في حياته، وإن ما يدفع الشخص للعودة للماضي لوجود مخزون فائض من المواقف السلبية التي لم يتم الشفاء منها؛ مما قد تؤثر عليه بشكل سلبي كلما لجأ للتعافي من أي موقف سيئ في حياته. إن الاجترار النفسي يرتبط بتضخيم الأعراض والإفراط في التعايش مع حالة الحزن أو اليأس وتكرار وإعادة الحديث السلبي داخلياً مما يجعل الفرد حين يتعرض لموقف سيئ ينشغل بالتفكير به فترات طويلة. إن من الأساليب التي تساعد في السيطرة على الأفكار والمشاعر السلبية المؤدية للاجترار النفسي؛ أن يدرك الشخص أهمية البحث عن الدرس وراء كل حدث محزن أو سلبي، وكيف يتم تركيز الاهتمام لتحويله لفرصة للتعلم، كما أن ممارسة التأمل تساعد في تشكيل الأفكار والأفعال بعيداً عن الضغوطات والصعوبات. إن عدم البحث عن الكمال والتخلي عن الرغبة في السيطرة على ما لا يستطيع أن يسيطر عليه ستساعده في تقبل ذاته والآخرين وتجنب الذكريات المؤلمة.