الإدارة الأخلاقية
الأخلاق هي عنوان نادى بها المُصلحِون، فهي أساس الحضارة ووسيلة المعاملة الحسنة بين الناس، وتَغنى بها الشُعراء وضربوا بها أروع القصص، فالأخلاق لها دور كبير في حياة الفرد، فهُناك أخلاق حميدة وهُناك أخلاق قبيحة، فالَحِرص على التحلي بالأخلاق الحميدة كونها هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل.
فالأخلاق لها دور كبير في جميع مسارات الحياة، ونُخصص منها الأخلاق الوظيفية والإدارة الأخلاقية، وقد حَرِصت دولتنا الحبيبة وقيادتنا الرشيدة على تعزيز القيم الأخلاقية بين الأفراد، وذلك في جميع المحافِل والمواقف التي يُشهد لها بتواضع قادتنا ومسؤولينا وتَمسكُهم بالقيم الأخلاقية السامية، كما حَرِصت دولتنا على وضع قواعد وأنظمة ولوائح للسلوك والأخلاق في الوظيفة العامة للموظفين، فهي قيمة سامية ورفيعة تتمثل بديننا الإسلامي، وهي رفعة لمكانة الدولة والمجتمع فالقيم الأخلاقية تُعزز أداء المؤسسة وتُكسب الموظف العام احترام مرؤوسيه وزملائه في العمل والمتعاملين من كافة أفراد المجتمع، حيثُ تَتمثل هذه القيم في عدة صفات منها ( الامتياز/ الاجتهاد / النزاهة / الصدق والأمانة / الموضوعية/ الحيادية/ الاقتصاد / الكفاءة / الريادة/ الشفافية / العدالة والمساواة) ، فالموظف عليه أن يتحلى بأعلى المعايير الأخلاقية، كما يقع على عاتق الموظف الالتزام بالمحافظة على الكرامة المهنية والتقيد بالقيم الأساسية للموارد البشرية الحكومية في الدولة حتى في حياته المدنية وفي سلوكه الاجتماعي في جميع الأوقات.
فالإدارة الأخلاقية تهدف في تنمية الثقافة المؤسسية للموظف العام، كما أن القيم الأخلاقية تُنمي روح المساواة وتُأصِل مبدئ الأخلاق السامية في التعامل بين الموظفين ومرؤوسيهم وزملائهم في العمل، كما تتميز هذه الادارة بقيم السلوك المهني ولديها حس المسؤولية بتعزيز القيم والسلوك الأخلاقي السوي بتعزيز روح الصدق و العدالة والمرونة والاجتهاد والشجاعة والواجب والتعاون، فالقيم الأخلاقية الإدارية هي أساليب مُبتكرة لتثقيف وتدريس أخلاقيات العمل.
كما حَرِصت دولتنا على وضع أنظمة ولوائح تعزز هذا الأمر منها وثيقة قواعد السلوك الوظيفي (إمارة أبوظبي) الإصدار الثاني، وقرار مجلس الوزراء رقم (15) لسنة 2010 في وثيقة مبادئ السلوك المهني وأخلاقيات الوظيفة العامة، وقرار المجلس التنفيذي رقم (12) لسنة 2020 باعتماد وثيقة مبادئ الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة (دبي)، والكثير من اللوائح والأنظمة التي تنظم هذا الشأن .
فالقيم الأخلاقية بمثابة الدعامة الأولى لحفظ الأمم والمجتمعات، فهي من أهم مبادئ وقواعد السلوك الإنساني.