إن التعامل مع الناس يحتاج الى فن نظراً لاختلاف اطباعهم وصفاتهم، فمن السهل خسارة العلاقات ولكن من الصعب تشكيلها وبنائها والحذو على احترامهم وتقديرهم، فكما يقال الهدم أسهل من البناء. ولهذا؛ يعد التواصل نشاط ذات طبيعة خاصة كونه لا يقبل الإعادة أو المحو، لذلك حاول دائما ان تؤسس بناء جيد لعلاقاتك لأن هذا في المقام الأول سوف يسعدك ويساعدك على الشعور برغبة الناس في التقرب منك ومخالطتك والاستمتاع في التعامل معك. ان الانسان كائن اجتماعي يميل بشدة إلى التواصل، كما قال الله تعالى في كتابه" وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وهذا يعني بأن الفطرة السليمة ترفض الانعزال وعدم التواصل مع الاخرين، ولا ننسى بأن للتواصل فوائد عظيمه منها:

1. اكتساب الخبرات الحياتية ومعرفة الأشخاص (الطرف الثاني في التعامل) وما هي طريقة تفكيرهم، فأن اعجبتك فقد كسبت علاقة جيده، وان لم تعجبك فقد كسبت أيضا وتعرفت على طريقة تفكيرهم بحيث تتجنب التعامل معهم مستقبلاً.
2. بناء علاقات جيدة مع أشخاص من شأنهم أن يكونوا سنداً لك في الحياة تستمد  منهم القوة.
3. تساعد على ممارسة مهارات الخطابة مثل التحدث والمناقشة الفعالة مع أصناف من الناس مما يشكل لك خزينة جيدة من الخبرات ومكسب حقيقي في الحياة.
4. المساعدة على زيادة الإنتاجية سواء على صعيد البيئة العملية أو في المنزل أو غيرها، فهو يزيد من الترابط لخلق علاقات قيمة مع الاخرين

واخيراً فأن التواصل كالوميض، مهما كان الليل مظلماً فهو يضيء امامك الطريق دائماً، فلا تنسى اخي المتواصل واختي المتواصلة أن تتصفوا بصفات الانسان المتواصل الخلوق لتحقيق تواصل ناجح ومستمر وصحي مثل الصدق، الأمانة، العدل والرحمة فهي من أجمل الصفات التي اتصف فيها رسولنا الكريم وهو قدوتنا، ونستشهد هذا في قول الله تعالى (ما ارسلناك الا رحمة على العالمين)، فهذه الصفات هي بلسم العلاقات، ومن غيرها تصبح الحياة قاحلة وبها تصبح الحياة لها روح ومعنى ورونق.