فضل العلم

13 أكتوبر 2022
ديني

إن من المستقر في نفوس عامة الخلق أن العلم أمر شريفٌ، تتوق إلى الاتصاف به كلُّ نفس، وكفى بالعلم شرفًا أن يدّعيه فاقده!

ولهذا أولى ديننا الحنيف العلمَ أهميةً كبرى، وجعله في منزلة عليَّةٍ؛ فالرَّبُّ -سبحانه- هو العليم، وكتابه العزيز مُنزلٌ بِعلمه كما قال سبحانه: "أَنزَلَه بعلمِهِ"، وقد امتنَّ سبحانه على الإنسان بالعلم بقوله: "اقرأ باسم ربِّكَ الذي خلقَ (1) خَلَقَ الإنسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقرأ وربُّك الأكرمُ (3) الذي علَّم بالقلم (4) علَّمَ الإنسانَ ما لمْ يعْلَم (5)" وجعل ذلك التعليم مظهرًا من مظاهر رحمته -سبحانه- في قوله: "الرحمنُ (1) علَّمَ القرآنَ". 

كما امتنَّ -سبحانه- بالعلم على نبيه محمد r بقوله: "وعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ" وهذا بعد أن كان قبل النبوة كما وصف ربُّه: "ما كنتَ تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ"، ثم لم يزل يزداد علمًا حتى صار أكمل الخلق وأعلمَهم صلوات الله وسلامه عليه، والعلمُ هو الأمرُ الوحيدُ الذي أمر الله نبيه r بطلب الزيادة منه كما قال: "وقل ربِّ زدني علمًا"، فلو كان ثمَّ شيءٌ أشرفَ من العلم لأمر الله نبيه r بطلب الزيادة منه.

والعلماء هم أهل الخشية لله -سبحانه وتعالى- كما قال: "إنَّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ" فكلَّما زاد علم الإنسان زادت خشيته لربِّه -سبحانه-، والله -سبحانه وتعالى- قرن شهادة العلماء بشهادته وشهادة ملائكته على أعظم مشهود وهو شهادة أن لا إله إلا الله، كما قال سبحانه: "شهدَ اللهُ أنه لا إله إلا هوَ والملائكةُ وأولوا العلمِ قائمًا بالقسطِ"، ولو كان أحدٌ أشرف من العلماء لقرنه الله باسمه واسم ملائكته.

وإذا كان المال ميراث الأغنياء؛ فالعلم ميراث الأنبياء فإن الأنبياء "لمْ يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم" [حديث صحيح]، وهو ميراث لا يتعب صاحبه في حراسته، ولا ينقص ببذله منه.

فمن أراد رفعة الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد درجات الجنة فعليه بطلب العلم، ومن أراد نورًا يستضيء به في ظلمات الجهل، وعصمةً يعتصم بها من الغواية والخَطَل؛ فعليه بالعلم، وحاجة الإنسان إلى العلم دائمة، ولا يستغني عنه أحدٌ بحالٍ، ومن علم عِظَم ما يطلبُ استرخص ما يَبذل.

والعلم على نوعين، فالأول منهما: علم نافعٌ؛ نافعٌ في نفسه، ونافع في أثره، وهو العلم الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله بعد صلاة الفجر بقوله: "اللهم إني أسألك علمًا نافعًا" [حديث صحيح]، وأما النوع الثاني، فهو: العلم الذي لا ينفع؛ وهو إما أن يكون ضارًا في نفسه كعلم السحر والكهانة ونحوهما، وإما أن يكون نافعًا في نفسه لكن صاحبه لا ينتفع به، بل يكون وبالًا عليه، وهذا العلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منه بقوله: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفعُ" [حديث صحيح].

والناس مع العلم النافع على حالين: فمنهم من يستعين بالله -تعالى- على تحصيله، ويبذل الأسباب الممكنة لذلك، حتى يصير نبراسًا يستضيء الناس بعلمه في دياجير الظلام، والحال الثانية مع العلم حال من لا يَحْفلُ به، ولا يرفعُ به رأسًا، فهو مُكِبٌّ على جهالاته، له قلب وسمع وبصر في الصورة لا في الحقيقة.

ومن تلمس حاجة الناس في العلم لوجدها أعظم من حاجاتهم لغيره من الأمور الضرورية، ولقد تلمّس ولاة الأمر في هذه البلاد الحاجة إلى البناء العلمي والتميز المعرفي، فكانت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدوله_حفظه الله_ بلسماً شافياً ومنهجاً واضحاً في تكريم المعلم عندما قال:(يحملون أنبل رسالة، ويضيئون بالعلم والمعرفة طريقنا نحو المستقبل).

فليربي الأب ابنه على العلم، ولتزين الأم بناتها بزينة العلم ونغرس في نفوسهم محبة قيمة العلم والعمل به ونعمر أوطاننا به، فبه نحقق النجاح والفلاح ونمنح العالم الحب والحياة.

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.