دور التأهيل الاجتماعي في اكتساب مهارات التواصل
ما الذي يجعل وقتنا الذي نقضيه مع الآخرين مميزا؟ إنها تلك المهارات التي يمارسها الشخص عند تعامله مع الآخر، بحيث تكون المنفعة المتبادلة هي الحصيلة الفعلية التي يجنيها كلا الطرفين، بغض النظر عن هذه المنفعة التي قد تكون مادية أو معنوية أو حسية، فكلٍّ منها تلبي احتياجات الفرد الأساسية، وتحقق له شعور بالسعادة والامتنان للطرف الآخر. إن هذه المهارات هي من أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها دورات التأهيل الاجتماعية، والتي تعنى بإكسابه مهارات التواصل مع الآخرين، وتساهم في تكيفه الاجتماعي حال اندماجه في المجتمع بصورة سليمة. كما أن التركيز على معرفة الشخصيات المختلفة التي سيتم التعامل معها؛ من الجوانب التي تؤخذ بعين الاعتبار، والتي يجب أن يستوعبها المتلقي من خلال الدورة لأن ذلك يرشده للكيفية المستخدمة في إدارة الحوار والوسيلة التي يستوجب استخدامها لإيصال المعلومة وتوضيحها للطرف الآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسس المجتمعية والقواعد العامة للثقافة التي تنحدر منها أطراف العلاقة. إن عدم تطبيق الفرد للأسس الصحيحة للتواصل مع الآخرين من شأنها أن تؤثر على قدرته في الدخول بعلاقات معقدة، أو ممتدة لفترة طويلة، كون تواصله مع الطرف الآخر سيقف عند نقطة لا يستطيع التقدم أو التراجع منها إلا بإنهاء العلاقة؛ نتيجة عدم تحقيق الفائدة المرجوة من ذلك، وعدم قدرته في التعامل مع المعوقات المتغيرة.