
إدارة المشاعر
تعرف إدارة المشاعر على أنها قدرة ومهارة الفرد في الفهم والتحكم بمكنونات نفسه من مشاعر وخواطر وهواجس بشكل متوازن، والقدرة على السيطرة على كل ما يجول في خاطر الفرد ونفسه سواء كانت مشاعر ايجابية أو سلبية.
وتهدف إدارة المشاعر إلى تنظيم مشاعر الإنسان ومحاولة ضبطها وتصحيحها نحو المسار المنطقي المتوازن لها، فتمنع الكبت والقهر، وكذلك تمنع الفرد من الإفراط في التعبير والإفصاح وكشف مشاعره وهواجسه بشكل مبالغ أو غير منطقي، وفي وقت غير مناسب.
وتعتبر المشاعر هي المحرك والمولد الأول لتصرفات الفرد وسلوكياته وما يصدر عنه من أقوال أو أفعال. فإن نجح الإنسان في السيطرة عليها وتوجيهها فيما يخدم مصالحه وواقعه وظروفه، نجح في تحقيق أهدافه على جميع أصعدة الحياة المعنوية والمادية والاجتماعية، كما يحقق الفرد الرضا والوعي الذاتي عن نفسه وسلوكه.
إن لإدارة المشاعر أهمية كبيرة في حياة الفرد حيث:
- تساعده في تجنب القرارات العشوائية والسلبية أو الخاطئة التي قد تعود بآثار سلبية على مستقبله ومكانته الاجتماعية، إذا لم يتمكن الفرد في السيطرة على مشاعر الغضب، الصدمة أو الحزن نتيجة المواقف العاطفية أو الشخصية التي تصادفه.
- تمكن الفرد من زيادة قدرته على التحكم بمزاجه وردود أفعاله تجاه محيطه والمقربين منه.
- إدارة المشاعر تساهم في زيادة سيطرة العقل على سلوك الفرد وعدم تغليب العاطفة في اتخاذ القرارات الحاسمة، وذلك بلا شك يساهم برفع مستوى النضج والوعي، والتقليل من الأفكار السلبية التي قد تثبط عزيمة وإرادة الفرد.
- تنعكس إدارة المشاعر على علاقات الفرد الخارجية مع محيطه سواء العائلة، الأصدقاء، أو نطاق العمل، وذلك عبر التعبير عنها وإيصالها بطريقة صحيحة تتناسب مع فهم الآخرين واستعدادهم النفسي.
- تعتبر المشاعر ذو قيمة وأهمية في الجانب النفسي والمعنوي، ولها دور كبير في التحكم وتحديد مصير وقرارات الفرد وبالتالي يعتبر استثمارها مهما لتحقيق النجاح.
تعتبر إدارة المشاعر من أنواع الذكاء العاطفي التي تتطلب إلى مهارة التدريب والتطويع ومحاولة تطويرها عبر الممارسة السلوكية والنفسية الصحيحة، ويمكننا التمرس على إدارة المشاعر عبر الاعتماد على أسلوب التعبير والإفصاح المباشر عن حقيقة المشاعر، وعدم كبتها أو تأجيلها حتى يتجنب الفرد تراكم المشاعر.
ويشمل ذلك التعبير عن الحزن، السعادة، والغضب تجاه المواقف أو الآخرين مثل اعتماد كلمات "أنا سعيد"، أو "أنا غاضب الآن وأحتاج وقتاً مع نفسي" أو بردود الأفعال السلوكية كالبكاء أحيانا أو ممارسة الرياضة. كذلك تقبل المشاعر والظروف وعدم مقاومتها مثل مشاعر التوتر الناتجة عن الاختبارات مثلاً، أو مشاعر الحزن الناتجة عن فقد شخص عزيز، وكذلك العمل على التعايش معها والتخلص منها بشكل تدريجي.
ويمكن كذلك إدارة المشاعر عبر محاولة الفرد التعاطف والتعاون والتأثر بمشاعر وظروف الآخرين، ولكن مع المحافظة على طاقة الفرد وتوازنه ومنع التأثير أو الـتأثر السلبي بمشاكل الآخرين.