
أشعر بالغربة
نسمع بين الحين والآخر أحد الأشخاص يتحدث عن نفسه ويصفها بقوله " أنا منسحب عن عائلتي وعن المجتمع الذي أعيش فيه، ابتعد عن الآخرين ولا أهتم بمشاعرهم". إن تلك الحالة التي يمر بها الفرد والمشاعر التي تعتريه هي نتاج عوامل نفسية واجتماعية أوصلته للاغتراب النفسي والاجتماعي، لذا يستوجب علينا كأفراد وكآباء معرفة الأعراض، التي تظهر على الشخص والتي تشير إلى أنه يعاني من الاغتراب النفسي والاجتماعي، والتي منها الشعور بالعجز، وانعدام الشغف، رفض الالتزام أو الانصياع لأي قاعدة، وعدم شعوره بالأمان. إن ظهور هذه الأعراض لا يكون إلا نتيجة العديد من الأسباب النفسية والاجتماعية. يرتبط الجانب النفسي في الغالب بإصابة الفرد بمرض نفسي أوصله إلى الشعور بالاغتراب ومعاناته من آثاره كالوسواس والانفصام أو اضطراب ما بعد الصدمة وغيرها، أما حدوث الاغتراب نتيجة الأسباب الاجتماعية فهو مرتبط بانتقال الفرد من بيئة اجتماعية إلى أخرى أو نتيجة انفصال الوالدين ،أو التنمر، أو عدم تقبل الفرد لنمط الحياة التي يعيشها، كما أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن شعور الأفراد بالاغتراب في الفترة الحالية ناتج عن اتجاه الفرد لاستخدام التكنولوجيا والتداخل في العالم الافتراضي وتفضيل ذلك على التعامل مع الآخرين في العالم الحقيقي. إن الشعور بالاغتراب قد لا يؤدي فقط إلى انسحاب الفرد من بيئته الاجتماعية بل قد يجعله لا يقوم بأي مهام حياتية حتى ولو كانت مهام ضرورية لاستمرارية حياته بشكل صحي، لذا على الفرد في حال شعوره بالاغتراب وأعراضه أو حتى ملاحظتنا لشخص يعاني من ذلك أن تتم معالجة السبب الذي أوصله للاغتراب، وعرضه على مختصين في الرعاية النفسية والاجتماعية للحصول على الدعم الملائم في حال استدعى الأمر.