تقديم رسائل مهمة للوالدين تساهم في تنشئة سليمة للطفل
تظهر بشكل مستمر حول العالم تقارير عن العنف ضد الأطفال والمراهقين أو قيامهم بسلوكيات متطرفة تهدد أمنهم النفسي والمجتمعي، لذا لجأ معظم الآباء لتجربة الطرق القديمة والحديثة؛ لإيجاد الحلول المختلفة للمساهمة في الوقاية من العنف والتطرف أو معالجته لدى الأبناء، ولكن ما زالت مشاكل الأبناء تزداد يوم بعد يوم؛ ويعتقد بعض الآباء أن هذه المشكلة تأتي من كونهم يمنحون أطفالهم الكثير من الحماية، ويسمحون لهم بالمزيد من الحرية، بينما يعتقد الآخرين أن الطرق القديمة في التربية مثل الصراخ والضرب هي المسؤولة عن ذلك، ويعتقد آخرون أن هذه المشاكل هي بسبب التغيرات السلبية التي تطرأ على المجتمع والانفتاح الثقافي الغير فعال الذي يشهده العالم باستخدام التكنولوجيا الحديثة. بالطبع فإن المجتمع والتكنولوجيا الرقمية وطريقة تأثيره على الأبناء يعد جزء من المشكلة ، وقامت حكومة دولة الإمارات بتشريع حلول مفيدة لذلك وتأسيس مراكز وقائية وعلاجية للمشاكل المختلفة التي قد يمر بها الأبناء، ولكن الجزء الأكبر من المشكلة يبدأ حله من العائلة، حيث أن تحديث التربية والتنشئة التي سيتلقاها الأطفال ستساهم بشكل فعال في تنشئة أطفال أقوياء، واثقين من أنفسهم، ومتعاونين وبارين بآبائهم، يشعرون بوجود رابطة سليمة تربطهم بعائلتهم والمجتمع، وهناك عدة رسائل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في التربية الحديثة ، أولها التربية على أساس الحب بوجود الحزم. إن الحب هو أهم الاحتياجات النفسية التي يجب أن يحصل عليها الطفل من والديه، وكلما أُشبع هذا الشعور عنده تعلم هو كيف يحب من حوله، وتظل استجابته تتنامى مع نموه، فكلمة " أحبك" للطفل تشعره بأن لديه شخص يثق به ويمكن أن يلجأ إليه باعتباره الملاذ الآمن له، فالطفل يحتاج إلى شخص يحبه من دون شروط، يحمسه ويشجعه ويمنحه القوة وسماعه لتلك الكلمة والمعاملة الحسنة تحقق تلك المشاعر. الرسالة الثانية مرتبطة بإدراك الوالدين بأن أطفال اليوم مختلفون فالطرق القديمة في التربية والقائمة على الخوف تضعف سيطرة الوالدين، والتهديد بالعقاب بشكل دائم يجعل الأبناء يقاومون ويتمردون على آباءهم، وتكسر الإرادة القوية للطفل حتى ولو أظهرت فائدة في خلق الطاعة، لذا يجب على الآباء أن يجدوا طرق أفضل للتواصل مع أطفالهم وإعدادهم للضغوط اليومية التي سيواجهونها، مع تعليم الأطفال بأن آباءهم هم المسيطرين على زمام الأمور بدون فصله عن تقديم الدعم والمساندة لوالديه. أما الرسالة الأخيرة التي أرغب بطرحها فهي أهمية تخصيص الوقت لتربية، فآباء اليوم لديهم وقت أقل يقضونه مع أبناءهم، لذا على الآباء إعادة ترتيب أولوياتهم والتركيز على إدارة الوقت بفعالية وكفاءه لمعرفة احتياجات الطفل وتلبيتها وتقديم المساعدة له خاصة في المشاكل الفردية التي يمر بها، وهنا يستوجب ظهور أدوار رئيسية لكل من الأم والأب تركز على ما يجب وما يمكن فعله. |