الطفل وطلاق والديه

30 ديسمبر 2024
اجتماعي

يتأثر الطفل بالتغيرات الأسرية المصاحبة لطلاق والديه، فماذا يعني الطلاق بالنسبة للطفل؟ إن الطلاق بالنسبة للطفل مرتبط بفقدان أحد الوالدين ورحيل إحداهما من المكان الذي يتواجد فيه، وقلة الاتصال بأحد والديه، وكثرة التوترات،  وقلة المال في بعض الأحيان. إن هذه التغيرات التي تطرأ على حياة الطفل تشكل مخاطر اجتماعية وعاطفية وتعليمية وسلوكيه،  والأمثلة على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال يميل الطفل إلى كسر القواعد المجتمعية، والتصرف بسلوكيات غير مقبولة اجتماعيا في حال طلاق والديه أكثر من الأطفال الذين يعيشون بين والدين غير منفصلين. كما يعاني من صعوبة في التكيف النفسي، الفشل التعليمي، توتر العلاقات، الاكتئاب وانخفاض تقدير الذات وغيرها، ولا تنتهي في الغالب هذه المخاطر بانتهاء مرحلة الطفولة بل تستمر في سن الرشد والشباب. 

يفترض الغالبية أن الأطفال بعد انفصال والديهم قادرون على التعامل مع التغيرات والتحديات الأسرية لصغر سنهم، أي أنهم يتحلون بالمرونة التي تمكنهم من التعامل مع طلاق والديهم والتبعات المصحابة لذلك، وهذا الأمر خاطئ فالمرونة بشكل عام لا يكتسبها الطفل إلا بتوفر البيئة الصحية والتربية الجيدة والعلاقات العاطفية القوية الداعمة للطفل، والحماية من قبل والديه، ومن المنطقي بأن الطفل يفتقر لتلك المؤهلات في حال انفصال والديه، بل ويعاني من ذكريات وعواطف مؤلمة، وعدم المقدرة على التعامل والتعافي منها.

 هناك عدة استراتيجيات يستوجب التركيز عليها لتقليل مخاطر طلاق الوالدين على الطفل ، ومن هذه الاستراتيجيات: اولًا ، احتواء النزاع ما بين الوالدين قبل الطلاق وأثناءه وبعده، خاصة تلك النزاعات العدائية اللفظية والجسدية والمتكررة بين الوالدين كونها تترك الكثير من الألم النفسي والشعور بالضعف لدى الطفل، والذكريات السيئة عن والديه، وقد يظهر ذلك في أمراض عضوية يعاني منها الطفل كارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر، الصداع والمغص المتكرر وغيرها. 

 ثانيًا، توضيح انفصال الوالدين للطفل وتهيئته للتغيرات المصاحبة لذلك؛  فالطفل بذلك يحصل على معلومات وتحذيرات وتفسيرات تمكنه من الاستعداد للمرحلة القادمة، إن الطريقة الجيدة لذلك يجب أن تحتوي على تعبير الوالدين عن ندمهم من انتهاء الزواج، والتزامهم نحو أبنائهم، وخططهم لإدارة المسار الجديد للأسرة، مع مراعاة الفروقات العمرية للأطفال وفهمهم للمعلومة واستيعابها. 

أخيرًا، يجب أن يتعلم الطفل كيفية إظهار عواطفه والتحكم بها، ومن الطرق الفعالة التي تساعد الطفل للتعرف على عواطفه: رسم ما يمثل العواطف، اللعب التخيلي بالدمى، وسرد القصص التي تحتوي على المشاعر والتعامل معها. إن إظهار الطفل لعواطفه يمكنه من إظهار ما يشعر به، والحصول على الدعم المناسب من قبل المحيطين به.

حياة الطفل بعد طلاق والديه تترك أثر كبير في حياته لذا يستوجب التعامل مع تلك المرحلة بحذر ليتمكن الطفل من تجاوزها والنمو بطريقة سليمة.

 

طلب الالتحاق

صورة الهوية الجهة الأمامية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB
صورة الهوية الجهة الخلفية‎ *
[jpeg,png,jpg] أقصى حجم 2 MB

تقديم معلومات

نص التعهد

يتعهد المرشح المذكور في إستمارة الطلب الالتحاق بإحدى البرامج المعتمدة في المركز الوطني للمناصحة،لإعادة تأهيله وإستبدال أفكاره الخاطئة التي يحملها  بأفكار معتدلة وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية السمحة لغرس المفاهيم الدينية الصحيحة ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الامارات العربية المتحدة وذلك لإكسابه المهارات التي تساهم في تسهيل إندماجه مع المجتمع بشكل معتدل، وعليه يتعهد بالالتزام بكافة القواعد والإجراءات المتعلقة ببرنامج المناصحة وعدم تخلفه أو تغيبه أو رفضه أو إمتناعه من الحضور  دون عذر مقبول.